لبنان بين الحب والحرب في عيون دراما رمضان 2023!

14:00
13-04-2023
أميرة عباس
لبنان بين الحب والحرب في عيون دراما رمضان 2023!

13 نيسان/ إبريل هو يوم مشؤوم في تاريخ لبنان، وترافقه عبارة شعبية تردّدها ألسنة اللبنانيّين ألا وهي "تنذكر ما تنعاد"، وذلك لأنّه يوم اندلاع الحرب الأهلية اللبنانية التي ما زلنا ندفع ثمنها منذ عام 1975 لغاية هذا اليوم، وللمفارقة، أنّ لبنان يظهر في عيون دراما الموسم الرمضاني الحالي بصورة الحب حيث نتابع العديد من المسلسلات العربية التي يعيش أبطالها قصص حبّهم في بلد الأرز.

رغم أنّه حرفاً واحداً يفصل بينهما إلّا أنّه يُغيّر المعنى بِرمّته (الراء) وهكذا هو لبنان "بلد الحب والحرب" وكأنّه أرضاً خصبة للإثنيْن معاً رغم النقيض!
وللّه حكمته في مشاركة اللبنانيين مسلمين ومسيحيّين أعيادهما في ذات التوقيت خلال هذا الشهر مثلما يتشاركان الأزمات المتعاقبة على لبناننا منذ الحرب الأهلية (وما قبلها منذ زمن في تاريخه السياسي) وصولًا إلى انفجار مرفأ بيروت.

هذا الواقع لم يغِب عن دراما الموسم الرمضاني التي تتصدّر الشاشة وحديث الناس في الشارع ورواد الانترنت عبر منصات التواصل الاجتماعي، إذ انعكست صورة لبنان في قالب رومانسي بين شخصيات درامية رغم بشاعة الظروف والهلاك الاجتماعي!
مثلاً نذكر المسلسل اللبناني السوري المشترك "النار بالنار" (تأليف رامي كوسا، إخراج محمد عبد العزيز، إنتاج الصبّاح إخوان) الذي يتناول موضوع العنصرية بين اللبنانيين والسوريين، وهذه العنصرية خلّفتها الحرب الأهلية اللبنانية إبّان دخول الجيش السوري إلى لبنان بِذريعة نشر الأمن بين اللبنانيّين، وبعدها دخلنا فيما يُعرف بالوصاية السورية على لبنان. وعالج المسلسل المذكور هذه القضية الحسّاسة ومع تطوًّر الأحداث الدرامية داخل الحي في بيروت، نرى بداية شرارة الحب بين اللبناني عزيز (جورج خبّاز) -وهو الأكثر عنصرية في الحي- والسورية مريم (كاريس بشار)، ليحمل بذلك العمل رسالة مفادها أنّ الحب والخير ينتصران في النهاية مهما بلغ الشر أشدّه!

كذلك رأينا في حلقة الأمس من المسلسل المصري "تغيير جو" (تأليف منى الشيمي، إخراج مريم أبو عوف، وإنتاج الصبّاح إخوان) قصة الإعجاب والإنسجام بين شريفة (منّة شلبي) وفارس (صالح بكري) في مشاهد رومانسية بينهما خلال تواجدهما في بيروت رغم معاناة البطلة من إدمان والدتها وسرقة حقيبة يدها، إذ يبقى للحب مكان في قلب العاصمة اللبنانية رغم مأساتها، وهو أيضاً ما عكسه المسلسل المذكور على لسان إحدى شخصياته "وسام" (سعيد سرحان) في الحلقة الثانية خلال حوار له مع شريفة مستذكراً الحرب الأهلية وانفجار مرفأ بيروت.

ومثلما رأينا هذا الوطن في عيون دراما رمضان 2023، بالفعل هكذا هو لبنان "البلد المُتعِب والمُتعَب" يحمل بين كتفيْه النقيضيْن "الحب والحرب" لكنه بعد كل حرب يعود إلى أصله بالحب تماماً كطائر الفينيق الذي ينفض الرماد عنه وينهض بعد الموت!