دخلت المخرجة التونسية كوثر بن هنية التاريخ خلال الترشيحات الخاصة بالدورة الـ96 لجوائز الأوسكار، فمن المقرر الإعلان عن الفائزين في حفل الجوائز في 10 مارس المقبل.

في التفاصيل، حصلت بن هنية على ترشيح مميز في فئة أفضل فيلم وثائقي عن عملها "بنات ألفة" من بطولة هند صبري. وبهذا الترشيح، تكون بن هنية أول مخرجة عربية تحقق هذا الإنجاز باختيار لجنة الأوسكار. يذكر أنها قد حصلت على ترشيح مماثل في العام 2021 عن فيلمها "الرجل الذي باع ظهره"، حيث تم ترشيحه في فئة أفضل فيلم أجنبي.

شهد فيلم “بنات ألفة” عرضه العالمي الأول في مهرجان كان السينمائي العام المنصرم والجدير ذكره، أن الفيلم من إنتاج تونسي فرنسي ألماني سعودي مشترك. وقد مزجت كوثر بن هنية في عملها بين الفيلم الوثائقي والروائي، حيث قدمت وقائع مقتصبة عن قصة حقيقية. تدور أحداث الفيلم “بنات ألفة” لامرأة تونسية تدعى ألفة لديها أربع بنات، حاوطها الفقر وقت حكم بن علي، وباءت تجربة زواجها بالفشل، ثم وقعت في سوء اختيار بديل للأب المغادر، فتركت بناتها يعانين وطأة وضع أسري شاذ وغير مفهوم، مما أدى إلى انزلاق اثنتين من بناتها في وحل التطرف الديني، لينتهي بهما المطاف في السجن؛ بسبب هروبهما إلى ليبيا، وانضمامهما إلى تنظيم داعش.

وقد استعانت المخرجة التونسية كوثر بن هنية بالأم الحقيقية وابنتيها الأصغر سناً، ليشاركا في بطولة الفيلم “بنات ألفة”؛ بينما تؤدي الفنانة هند صبري مشاهد روائية للأم.

وحظي “بنات ألفة” بإشادات واسعة من النقاد السينمائيين والمهتمين بالفن السابع منذ انطلاق عرضه العالمي الأول خلال الدورة السادسة والسبعين من مهرجان كان السينمائي، حيث حصد فيها جائزة العين الذهبية لأفضل فيلم وثائقي بالاشتراك مع فيلم “كذب أبيض” لأسماء المدير. كما عرض هذا الفيلم في مهرجانات دولية عديدة؛ أبرزها مهرجان تورونتو السينمائي الدولي، ومهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي.

ومن بين المخرجات العربيات الأخريات اللواتي حصلن على ترشيحات لجوائز الأوسكار، المخرجة الفلسطينية فرح النابلسي، التي تم ترشيح فيلمها "الهدية" عام 2021 في فئة أفضل فيلم قصير، والمخرجة اللبنانية نادين لبكي، التي رشحت لجائزة أفضل فيلم أجنبي عام 2019 عن فيلمها “كفر ناحوم”.

ختاماً، ترشّح بن هنية لجائزة الأوسكار في فئة أفضل فيلم وثائقي، عن فيلم “بنات ألفة” خطوة تدخلها التاريخ، فمن المرجّح أن تقطف ثمار عملها في ال 10 مارس 2024.