بمناسبة يوم المرأة العالمي...هذه الأفلام العربية نادت بحريّة الأنثى ورفعت صوتها عاليًا!

10:00
08-03-2022
أميرة عباس

حرية العلم والعمل، الطلاق والخلع، قضايا الشرف، الإغتصاب الزوجي...هي مواضيع تناولتها السينما العربية وتحديدًا هوليوود الشرق أي السينما المصرية لرصد معاناة المرأة العربية فسلّطت الضوء على بعض القضايا التي كانت تُعد "تابو" في مراحل زمنية سابقة لغاية الوقت الراهن. وبمناسبة "يوم المرأة العالمي" الذي يُحتفى به اليوم أي في الثامن من شهر آذار/ مارس، نستعرض هنا بعض الأفلام التي تمحورت حول المرأة في المجتمع العربي:

 

"أريد حلاً": لثغرات قانون الأحوال الشخصية وقضية الخُلع

قدّمت سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة العديد من الأفلام التي عالجت قضايا المرأة التي كانت تُعد "تابو"، فمثلاً نذكر من أفلامها فيلم "أريد حلاً" الذي يُعد أول فيلم عربي حاول الكشف عن الثغرات التي يحتويها قانون الأحوال الشخصية في مصر وساهم في تغييره. هذا الفيلم الذي أُنتج عام 1975هو عن قصة الكاتبة الصحفية حُسن شاه، وإخراج سعيد مرزوق، وشارك في البطولة إلى جانب حمامة كل من: رشدي أباظة، أمينة رزق، ليلى طاهر، ورجاء حسين. يتناول الفيلم المذكور قصة (درية) وزوجها الدبلوماسي (مدحت)، الذي تتعقد الحياة معه، فتطلب (درية) منه الطلاق، لكنه يرفض ذلك، فتلجأ إلى المحكمة لرفع دعوى الطلاق، ولكن يستصعب عليها ذلك بعد أن يتمكن الزوج من طلبها في بيت الطاعة لإذلالها، وتخسر (درية) القضية.
ولقد أثّر هذا العمل السينمائي على الرأي العام في تناوله قضية الخُلع إذ وجّه الفيلم نقدًا لاذعًا لقوانين الزواج والطلاق في مصر. كما نشير إلى أنّه عقب عرض الفيلم، وجهت السيدة جيهان السادات زوجة رئيس الجمهورية آنذاك، اهتمامًا لإستصدار قانون للأحوال الشخصية لمعالجة ثغرات القانون الموجود وقتها، حتى أنه بسبب فرط اهتمام السيدة الأولى به، سُمي بـ "قانون جيهان"، وصدر بالفعل قانون 44 لعام 1979، لكن سرعان ما انتهى العمل به بعد أن ألغته المحكمة الدستورية العليا فى عام 1985، إلى أن صدر قانون الخلع فيما بعد.

 

"أنا حرة": بين البحث عن الحرية داخل الذات وتعميمها على حرية الأوطان

"أنا حرة" هو فيلم نادى بالحرية الفردية وصولًا إلى الجماعية عبر تحقيق حرية الأوطان، تم تقديمه عام 1959 من بطولة لبنى عبد العزيز وهو عن قصة للأديب الراحل إحسان عبد القدوس الذي تناول مشكلة القيود التي تُكبّل الفتاة في المجتمع الشرقي في فترة ما قبل ثورة يوليو في مصر حين كانت العديد من الفتيات تفتقدن حق العلم والعمل. ويتناول الفيلم قضية تحرر المرأة ورغبتها في إثبات وجودها، من خلال "أمينة" وهي فتاة صعبة المراس، التي ينفصل والديها، وتذهب للعيش مع عمتها وزوج عمتها، فتتمرد على حياتها معهما، وترفض تسلط المجتمع عليها، والمتمثل في عائلتها الجديدة التي تعيش معها، كما ترفض البقاء في المنزل وتعلم فنون الطبخ بعد إنهاء المرحلة الثانوية، وتقرر الالتحاق بالجامعة الأمريكية، ويتغير العالم من منظورها، ولكنها تدرك بعد ذلك معنى الحرية الحقيقي، إذ تصل في النهاية إلى المعنى الأكبر للحرية والمتمثّل في الوطن، وهو من إخراج صلاح أبو سيف.

 

"للرجال فقط": ومهن "ذكورية" بنفحة كوميدية!

كثيرًا ما نسمع أنّ هذه المهنة أو تلك هي "للرجل" وليست للمرأةرغم أنّها قد تمتلك الكفاءة لإمتهانها، من هذه الفكرة تنطلق قصة فيلم "للرجال فقط" بنفحة كوميدية ليؤكّد على أنّ المهن الصعبة لا تقتصر على الرجال حيث اضطرت فيه البطلتان (سعاد حسني ونادية لطفي) إلى انتحال شخصية رجليْن، ليتمكنا من السفر والعمل في مجال التنقيب عن البترول في إحدى مواقع حفر الآبار في الصحراء، بسبب أن هذه المهنة غير مسموح للنساء العمل بها، وفي نهاية المطاف تتمكّن البطلتان من إثبات جدارتهما المهنية. وهو قصة وإخراج محمود ذو الفقار، وإنتاج عام 1964.

 

"مراتي مدير عام":حينما تكون المرأة مديرة زوجها في العمل!

"للرجل...كيف تتصرّف لو كانت زوجتك مديرتك في مكان عملك؟!"، على هذا السؤال يجيب فيلم "مراتي مدير عام" في إطار فكاهي. وهو مأخوذ عن رواية للكاتب عبد الحميد جودة السحار، إخراج فطين عبد الوهاب وإنتاج 1966، وقام ببطولته كل من الراحليْن شادية وصلاح ذو الفقار. في تفاصيله، تدور أحداث الفيلم حول (عصمت)، التي يتم تعيينها مديرة لإحدى المصالح الحكومية التي يعمل بها زوجها (حسين)، وبذلك تصبح مديرة زوجها في العمل، ورغم إيمان الزوج بأهمية عمل المرأة ونجاحها، إلا أن الأمر يصبح مختلفًا عندما تصبح زوجته هى نفسها مديرته في المصلحة الحكومية، وتحدث الكثير من المواقف بينهما، التي تزيد بدورها الخلاف بين الزوجين، مما يدفع الزوجة لتقديم طلب لنقلها من العمل، إلا أن (حسين) يتدارك خطأه، ويطلب هو الآخر نقله لمقر عمل زوجته الجديد.

"حواء على الطريق": تفتح باب المساواة بالرجل في الأعمال المنزلية

"ماذا لو تشارك الزوجان الأعمال المنزلية؟!"، هذا ما يحصل بين الممثلة الراحلة ماجدة والممثل الراحل رشدي أباظة في فيلم "حواء على الطريق" الذي أثار الجدل حول حق المرأة في اختيار المهن التى تليق بها كالهندسة والميكانيك، إضافة إلى المساواة في أعمال المنزل بتقسيم المهام بين الزوج وزوجته بالتبادل، فعلى سبيل المثال يقوم بالطهي لمدة أسبوع وفي الأسبوع التالي يكون هذا واجبها بالتبادل بينهما.

"المرأة والساطور": ومعاناة المرأة من الإغتصاب الزوجي!

تتعرّض بعض النساء للإغتصاب الزوجي دون أن تتفوّه بكلمة! هذا ما تُجسّده الممثلة نبيلة عبيد في فيلم "المرأة والساطور" حيث قدّمت دور أرملة تُقرّر الزواج للمرة الثانية فتتعرّض بعدها للإغتصاب الزوجي ما دفعها لقتل زوجها ثأراً لنفسها ولابنتها التي حاول الزوج الإعتداء عليها، وهي قصة واقعية لم يحكم فيها بالإعدام على المرأة وإنما بالسجن لمدة 15 عاماً.

"عفواً أيها القانون": والتفرقة بين الرجل والمرأة في أحكام قضايا الشرف

"عفواً أيها القانون" للمخرجة إيناس الدغيدي، هو فيلم تناول مسألة التفرقة بين الرجل والمرأة في أحكام قضايا الشرف حيث يعرض الفيلم قصة هدى (نجلاء فتحي) الزوجة التي تساند زوجها (محمود عبد العزيز) حتى يتمكن من العلاج بعد إصابته بالعجز الجنسي، وبالفعل يُشفى بعد سنوات ثم تكتشف خيانته لها على سريرهما، فتطلق عليه الرصاص، ويتم الحكم عليها بخمسة عشر عاماً رغم أن القانون يخفف العقوبة على الرجل. وهو من تأليف إبراهيم الموجي وإنتاج عام 1985.

"إحكي يا شهرزاد": ومشاكل المرأة المعاصرة

إن أردنا إختيار أحد الأفلام الحديثة التي تناولت قضايا المرأة ما بعد عام 2000 سيقع خيارنا على فيلم "إحكي يا شهرزاد" لأنه أثار جدلاً واسعاً، وهو من بطولة منى زكي، حسن الرداد، سوسن بدر ومحمود حميدة. هذا الفيلم عبارة عن مجموعة من القصص التي تحكي عن فتيات مُعنَّفات وأخريات يُحاولن مقاومة رغباتهن في بيئة فقيرة ورجال مستغلّين للأعراف الاجتماعية غير المُنصفة للمرأة والعديد من القضايا الاجتماعية والنفسية التي تمر بها النساء. وهو من تأليف وحيد حامد، إخراج يسري نصر الله، وأُنتِج عام 2009. وممّا رصده الفيلم مشكلة تحكّم الزوج بزوجته دون وجه حق حيث تتعرّض البطلة (منى زكي) لتعنيف من زوجها (حسن الرداد) بعدما أجبرها بتغيير مواضيع حلقات برنامجها كوْنها مذيعة.