بعد رحيل محمد جمال...إليكم أصل أشهر أغنياته "آه يا إم حمادة" من اليونان إلى لبنان ثم مصر
توفي الفنان اللبناني القدير محمد جمال خلال الساعات الأخيرة عن عمر ناهز 89 عاماً، وذلك بعد مسيرة حافلة بالنجاحات وعشرات الأغنيات التي صنعت نجوميته في العالم العربي خاصة في مرحلة السبعينات، وتُعد أغنية "آه يا إم حمادة" هي من أشهر أغنيات الراحل، وأتت هذه الأغنية بموسيقى جديدة على الأغنية اللبنانية وقتما تمّ طرحها، كما قدّمت الفنانة الراحلة داليدا ذات اللحن لهذه الأغنية، أيضاً إقتبس فنان الشعب رفيق سبيعي المطلع الموسيقي لهذا اللحن في مونولوج بعنوان "شرم برم" التي إقتبسها الفنان محمد منير! ونحن بدورنا قُمنا ببحث موثوق لننفرد بنشر تفاصيل أصل هذا العمل الغنائي.
بين أواخر الخمسينات وأوائل الستينات، أطلق الفنان محمد جمال أغنية "آه يا إم حمادة" ولحنها مقتبس من أغنية تحمل إسم Darla dirladada تُعدّ من فلكلور جزيرة كاليمنوس في اليونان، وهي أغنية حماسية يردّدها الصيادون في هذه الجزيرة. وتحوّل هذا اللحن مع الفنان محمد جمال إلى أغنية لبنانية وحققت نجاحاً باهراً بها حيث طبع من أغنية "آه يا إم حمادة" حوالي خمسة آلاف نسخة وكل نسخة تمّ بيعها بعشرة دولارات وهذا مبلغ هائل جداً خلال الستينات فجمع جمال ثروة منها. علماً أنّه تمَ تسجليها على أسطوانة كانت تسمى 45 Tour وليس الكاسيت التقليدي.
وفي العام 1970 أعادت الفنانة الراحلة داليدا إطلاق أغنية Darla dirladada وقدّمتها باللغة الفرنسية بذات اللحن اليوناني الآنف ذكره (في أغنية آه يا إم حمادة) لكن بشعر غنائي مختلف ولم تأتِ كلماتها لتحمل البهجة التي ينطبع بها اللحن إنما كانت معانيها مليئة بالحزن والآسى وتقول فيها : " Je n'ai qu'une enfant c'est ma terre, je n'ai qu'une amie la rivière, elle fait darla dirladada, court le furet file la vague, je vivrai dans un monde d'algues, et j'aurai l'océan pour toi."
وقد تمّ تقديم هذه الأغنية بأصوات عدة نجوم وبلغات أجنبية مختلفة.
وللمفارقة، في حال إستمعنا إلى مونولوج سوري شهير غنّاه فنان الشعب الراحل رفيق سبيعي بعنوان "شرم برم كعب الفنجان" سنلاحظ أنّ المطلع الموسيقي الأول لهذا العمل مقتبساً من ذات لحن Darla dirladada لكن يعود ويختلف اللحن مع المقطع الثاني من المونولوج. أما فيما خص عنوان "شرم برم كعب الفنجان" الغريب لغوياً فهو مقتبس من شعر يمزج بين اللغة العربية الفصحى واللهجة "العامية" ومعناه "إذا لم تكن لي والزمان شرُم برُم فلا خير فيك والزمان ترللي" وهي تعني سوء الحال، وشرم أي أفطس أما بُرم فتعني قرض أو تآكل.
وللمصادفة أيضاً نجد أنّ الفنان محمد منير قدّم أغنية مصرية أتت بذات عنوان المونولوج الآنف ذكره "شرم برم" إلا أنّه لم يستعين مطلقاً بالمطلع الموسيقي الخاص بأغنية" آه يا إم حمادة" أو Darla dirladada. وقد قدّمها منير في مسرحية تحمل إسم الملك عام 1986 وطرح ألبوم يتضمّن جميع أغنيات هذه المسرحية ومنها "شرم برم".
وهكذا كان الفنان محمد جمال أول من اقتبس لحن هذه الأغنية اليونانية الشهيرة وانتشرت في العالم العربي قبل تقديمها بأصوات باقي النجوم!
يمكنكم نشر مقتطفات من المقال الحاضر، ما حده الاقصى 25% من مجموع المقال، شرط: ذكر اسم المؤلف والناشر ووضع رابط Aghani Aghani (URL) الإلكتروني الذي يحيل الى مكان مصدر المقال، تحت طائلة تطبيق احكام قانون حماية الملكية الفكرية