بالفيديو-مشهد من مسلسل للراحل إبراهيم مرعشلي حول الدولار يصف الأزمة الاقتصادية الراهنة!
"أديش الدولار اليوم؟"... لعلّه السؤال الأبرز الذي نطرحه خلال الفترة الراهنة في ظل ما نشهده من أزمة مالية، لكن ما نعيشه اليوم سبق ومرّ به تاريخ العملة اللبنانية وسعر صرف الدولار منذ سنوات مضت، وهذا ما تمّ تناوله بطريقة الكوميديا السوداء مع الممثل اللبناني الراحل إبراهيم مرعشلي في مسلسله الشهير "إبراهيم أفندي" الذي تولّى بنفسه تأليف قصته مع الحوار والسيناريو.
يذهب "إبراهيم أفندي"، وهو شرطي سير، إلى الملحمة فيشتري كمية نصف كيلو من اللحم بسعر ثلاثة وستين قرشاً بعد أن يقوم صاحب الملحمة بمراجعة سعرها بحسب صرف العملة اللبنانية بالدولار عبر الصحيفة، لكن لا يمتلك إبراهيم أفندي المبلغ كاملاً إنّما ينقصه عشر ليرات لبنانية فقط، وبما أنّ "الدين ممنوع والعتب مرفوع" في الملحمة، يذهب إبراهيم أفندي لجلب الليرات الناقصة، وبعدها بوقت وجيز يعود ليأخذ اللحمة فيُفاجَأ بأنّ سعر الدولار وبالتالي اللحمة إزداد عن المبلغ المُشترى به، وينتهي المشهد دون أن يستطيع "إبراهيم أفندي" شراء اللحمة!
هذا المشهد يعيد نفسه اليوم بالتزامن مع ما نعيشه في لبنان من تقلّبات لسعر صرف الدولار، فمسلسل "إبراهيم أفندي" عُرض عام 1989 أي في نهاية الحرب الأهلية اللبنانية حيث شهدت السياسة النقدية المالية حينذاك على تحوّلات كبيرة في العملة المحلية مع سعر صرف الدولار، إذ بلغ سعر صرف الليرة اللبنانية مقابل الدولار إلى 880 ل.ل عام 1989، حتى وصل عام 1992 إلى قيمة 1900 ل.ل للدولار، لحين تمّ في عام 1999 ضبط سعر الصرف بالقيمة التي إعتدنا تداولها أي 1500 ل.ل للدولار الأميركي الواحد.
أما اليوم فيعود إلى أذهاننا مشهد "إبراهيم أفندي" وهو يستهجن هذا الغلاء الفاحش ليُجسّد الراحل إبراهيم مرعشلي بذلك حال المواطن اللبناني ومعاناته... فَالسنوات مرّت والمأساة تتكرّر وما زلنا نحلم بالوطن!
يمكنكم نشر مقتطفات من المقال الحاضر، ما حده الاقصى 25% من مجموع المقال، شرط: ذكر اسم المؤلف والناشر ووضع رابط Aghani Aghani (URL) الإلكتروني الذي يحيل الى مكان مصدر المقال، تحت طائلة تطبيق احكام قانون حماية الملكية الفكرية