آلام المفاصل تعتبر من أكثر المشكلات الصحية انتشاراً حول العالم، حيث تؤثر على حياة ملايين الأشخاص اليومية وقدرتهم على أداء أبسط الأنشطة الروتينية. مع تزايد الاعتماد على الأدوية والعلاجات الطبية التقليدية، برزت الدراسات الحديثة لتؤكد أن الحلول البسيطة والطبيعية، مثل ممارسة التمارين الرياضية المنتظمة، يمكن أن تُحدث فرقاً هائلاً في تخفيف الألم وتحسين جودة الحياة.
فقد أظهرت أحدث الأبحاث أن تخصيص ساعتين فقط أسبوعياً للنشاط البدني المنظم قادر على إعادة النشاط للمفاصل، تقليل الاعتماد على الأدوية، وخفض زيارات الطبيب والإجازات المرضية، ما يجعل الحركة أشبه بعلاج سحري متاح للجميع. هذه النتائج تؤكد أن أسلوب الحياة الصحي ليس مجرد رفاهية، بل أداة فعّالة للحفاظ على صحة الجسم وتعزيز رفاهية الفرد.
كشفت دراسة حديثة أن ممارسة التمارين الرياضية لمدة ساعتين أسبوعياً يمكن أن تقلل بشكل كبير من آلام المفاصل وتخفض الحاجة إلى زيارة الطبيب والإجازات المرضية.
كما أوضحت صحيفة «الغارديان» البريطانية أن هذه النتائج جاءت بعد تحليل بيانات نحو 40 ألف شخص في المملكة المتحدة يعانون من آلام في مفاصل الورك أو الركبة. المشاركون في الدراسة شاركوا في حصتين رياضيتين أسبوعياً، مدة كل منهما ساعة واحدة، على مدار 12 أسبوعاً، حيث ركزت التمارين على تحسين الحركة، تعزيز الثبات العضلي، تقوية العضلات، ودعم صحة القلب والأوعية الدموية.
وأظهرت النتائج أن ممارسة ساعتين من التمارين أسبوعياً أسهمت في خفض آلام المفاصل بنسبة 35% في المتوسط، كما ساعدت على تقليل زيارات المشاركين للطبيب العام بنسبة 29%، وخفضت عدد أيام الإجازات المرضية من العمل إلى النصف تقريباً. إضافة لذلك، انخفضت الحاجة للرعاية من قِبل أفراد العائلة بنسبة 21%.
وقالت الدكتورة دافينا دينيسزيك، المديرة الطبية والخيرية لمؤسسة نوفيلد هيلث والمشاركة في الدراسة، إن التمارين الرياضية المنظمة تُعدّ من أكثر العلاجات فعالية للأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة. وأكدت: «لو كانت الحركة حبة دواء، لكانت أقوى دواء في العالم».
وأشارت دينيسزيك إلى أن دمج التمارين الرياضية ضمن خطط العلاج لآلام المفاصل يمكن أن يُحدث فرقاً كبيراً في حياة الأشخاص، بما لا تستطيع أي أدوية تحقيقه. وأكدت أن فوائد النشاط البدني تتجاوز تخفيف الألم، إذ تدعم القدرة على الاستقلالية وتقليل الاعتماد على الآخرين في الرعاية اليومية.
ويُعاني ملايين الأشخاص حول العالم من مشاكل في المفاصل، والتي قد تنتج عن إصابات أو تلف في المفصل نفسه، شد في العضلات أو الأوتار، أو الإصابة ببعض العدوى الفيروسية، بالإضافة إلى بعض الأمراض الالتهابية المزمنة. وتشير الدراسات إلى أن أسلوب الحياة والنشاط البدني يلعبان دوراً محورياً في إدارة هذه الحالات والحد من تفاقمها مع مرور الوقت.
وتعكس هذه النتائج أهمية إدراج برامج رياضية منتظمة ضمن روتين العلاج للأشخاص المصابين بآلام المفاصل، حيث يمكن لهذه التمارين أن تحسن الحركة، تقلل من الألم، وتعزز القدرة على ممارسة الأنشطة اليومية بشكل طبيعي دون الحاجة إلى تدخلات طبية متكررة.
باختصار، ساعتان من التمارين أسبوعياً قد تكونان مفتاحاً لتحسين جودة حياة ملايين الأشخاص حول العالم، مع تقليل العبء الطبي والاقتصادي المرتبط بآلام المفاصل.
المصدر: Info3
https://info3.com/medical-news/247807/text/full/%D8%AF%D8%B1%D8%A7%D8%B3%D8%A9-%D8%B3%D8%A7%D8%B9%D8%AA%D8%A7%D9%86-%D9%85%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%85%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D9%86-%D8%A3%D8%B3%D8%A8%D9%88%D8%B9%D9%8A%D8%A7-%D8%AA%D9%82%D9%84%D9%84%D8%A7%D9%86-%D8%A2%D9%84%D8%A7%D9%85-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%81%D8%A7%D8%B5%D9%84
يمكنكم نشر مقتطفات من المقال الحاضر، ما حده الاقصى 25% من مجموع المقال، شرط: ذكر اسم المؤلف والناشر ووضع رابط Aghani Aghani (URL) الإلكتروني الذي يحيل الى مكان مصدر المقال، تحت طائلة تطبيق احكام قانون حماية الملكية الفكرية.









