أمام حُرمة الموت..اخجلوا من التصوير! وكُفّوا!

16:09
28-11-2018
أمام حُرمة الموت..اخجلوا من التصوير! وكُفّوا!

كلمةُ حقّ تُقال..

وللحقّ يُقال الكلام..

والكلام يقول الحقّ.."إكرام الميت دفنه!"

وعن تصوير الجثث والموتى نتحدّث، ففي الأصل تُتّخذ الصور بشكل عام لذكرى جميلة..لانطباعٍ فرِح..لتخليد حدثٍ مُبهج، ولكنّ لا أجدُ هدفًا من نشر صورٍ لميت أو لقتيلٍ أو لمغدورٍ لحظة وفاته..لحظة زفره لأنفاسه الأخيرة..لحظة تضرّجه بدمائه..ما الهدف؟ وعن أي ذكرى نتحدّث؟ أو لو كان حيًا ذاك الميت..لقبِل أن تنتشر صوره في كلّ نحوٍ وصوب بدون اذنه بهذه الطريقة؟

لماذا اضمحلّت الأخلاقيّات المهنيّة لدى البعض؟ ودفعت ببعض المختصّين في ملاحقة الجريمة الى نشر محتويات في حوزتهم كالصور، والغرض منها مهنيّ بحت!

لماذا لم يعد مشهد الدماء، والتشوّه والندوب يؤثّر فينا أو يهزّ انسانيّتنا؟ وبات البعض يتناقل صور الأجساد الممزّقة والأعضاء المتناثرة دون رفّة جفنٍ!

نعم..عن الأخلاق والأخلاقيّات نتحدّث..وفي ظلّ انحلالها!

باتت صور المذيع البريطانيّ غافن فورد،الذي قُتل خنقً وفقًا لتقرير الطبّ الشرعيّ، حيث ظهر فيها مقيّدًا، بدون ملابس، مضرّجًا بالدماء على كلّ خلويّ وحاسوب.

ليس من المقبول أن تُنشر صور للضحيّة في وضع غير محتشم بشكلٍ كثيف، بينما لم يتمّ التداول بصور المطلوبين في القضية الآنف ذكرها، لربّما يُساهم انتشار صورهم في مساعدة الأجهزة الأمنية بإلقائها القبض على المشتبه بهم!

وكما قلت في مطلع المقال.."اكرام الميت دفنه"، فأكرموا أمواتكم بدفنها..ولا تكونوا شركاء بنشر صورها بيد من يصلح ومن لا يصلح!