جورجيت صايغ للجهات المعنية : يا ناسيني!
"وتقلي مش رح انساكي … ياي ياي ياي يا ناسيني"
اغنية وجهتها الفنانة اللبنانية القديرة جورجيت صايغ منذ سنين لحبيبها في مسرحية "قصيدة حب" ولكن اليوم توجهها للجمهور العربي عامة واللبناني خاصة… فهل وفى بوعده في جملة "مش رح انساكي"؟ أم خذلها ونسى بطلة مسرحيات الزمن الجميل وصاحبة أجمل الأغاني التي لا زالت حتى اليوم ترددها الأجيال؟
عرفت جورجيت صايغ في السبعينات بأعمالها مع الأخوين الرحباني إلى جانب مسرحياتها مع السيدة فيروز ، ومن أشهر أعمالها مسرحية "سهرية"، من تأليف وتلحين زياد الرحباني والتي لعبت فيها دور البطولة حيث كانت ابنة "المعلم نخلة التنين" أي الممثل الراحل جوزيف صقر.
أما عن أعمالها مع السيدة فيروز فنذكر "ناس من ورق" ، من تأليف الأخوين الرحباني والتي لعبت فيها دور المهرجة.
لمعت جورجيت في ذاك العصر الذهبي حيث قدمت أرشيفاً فنياً غني والجدير بالذكر ان في هذه الحقبة الزمنية كان لبنان منارة للفن وخاصة في زمن الرحابنة "صناع الفن العربي واللبناني".
ولغاية اليوم أغاني جورجيت صايغ حاضرة في كل سهرة، احتفال، حفل زفاف، مهرجان و على كل الإذاعات المحلية والعربية وأشهر هذه الأغاني : "بلغي كل مواعيدي" وهو عنوان الديو الذي جمعها بالموسيقار الراحل ملحم بركات، "يا ما سوا"، "دلوني عالعنين"، "نطرني"، وغيرها لكن اسم صاحبة هذه الأعمال غائب ولم تذكره الألسنة.
فالسؤال الذي يطرح اليوم بالبنط العريض، أين أصبحت صاحبة هذه الأعمال ؟ أين هي جورجيت صايغ آخر نجوم العصر الذهبي والزمن الجميل؟ وهل كُرّمت في هذا العصر من قبل الجهات المعنية ؟
للأسف جورجيت اليوم أصبحت ضحية الفن، فهي تقضي أيامها وحيدة في منزلها وتعاني من بعض الأمراض الصحية وخلال الشهور الأخيرة انتشر فيديو لها على مواقع التواصل الاجتماعي تتحدث فيه عن مشكلة صحية في عينها وعن صحتها الجسدية والنفسية، ففي إحدى المقابلات التي لم يسلط الضوء عليها تحدثت جورجيت عن وضعها الاقتصادي الذي تعاني منه في هذه الأيام الصعبة التي تمر فيها البلاد. ولا زالت حتى اليوم في كل مقابلة لها، ومع العلم انها نادرة، تطل جورجيت صايغ على الجمهور بضحكة عريضة ومليئة بالأمل وعيون حزينة وكأنها تطلب النجدة.
أخيراً، هدفي من هذا المقال ليس "الشفقة" ولكن تقدير هذه الفنانة التي ساهمت في تقديم اغاني لبنانية راسخة في ذاكرة الجمهور العربي، فأين هي السلطات اللبنانية المختصة؟ وأين هي القوانين التي تدعم الفنان القدير وتؤمن له شيخوخة محترمة يحافظ فيها على كرامته؟ وأين هو الشعب الذي غنت له جورجيت وكانت ولا تزال مصدر فرح له من خلال أعمالها ؟
يمكنكم نشر مقتطفات من المقال الحاضر، ما حده الاقصى 25% من مجموع المقال، شرط: ذكر اسم المؤلف والناشر ووضع رابط Aghani Aghani (URL) الإلكتروني الذي يحيل الى مكان مصدر المقال، تحت طائلة تطبيق احكام قانون حماية الملكية الفكرية