أوشك الموسم الرمضاني على نهايته، لذلك أصبح بإمكاننا تقييم الأعمال الدرامية التي عرضت في هذا الموسم حيث بات جلياً صدى المسلسلات التي حققت نجاحاً أكثر من غيرها، وفي هذا الإطار، يُعد مسلسل “350 غرام ” من الأعمال التي كان يُراهن على نجاحها الجماهيري لكنه أخفق في ذلك.
هذا العمل يجمع في بطولته كل من الممثليْن السوريّيْن عابد فهد وسلوم حداد اللذيْن لا غبار على أدائهما التمثيلي وإلى جانبهما دور مساند مع الممثلة اللبنانية كارين رزق الله، إذ يُعد عابد من أبرز نجوم الدراما السورية وأحد الأسماء التي “تبيع” مسلسلات -بحسب لغة سوق الدراما- وتجذب القيّمين على المحطات التلفزيونية لشرائها، أما حداد فتاريخه الفني يشهد على كونه ممثلاً من العيار الثقيل. وبالنسبة لتعاونهما في 350 غرام، لقد جسّد كل منهما شخصيته الدرامية بكل ما يتطلبه الدور من تفاصيل دقيقة: عابد في شخصية المحامي نوح الريس أدّى شخصية مركّبة تعيش مرحلة إنتقالية قبل وبعد عملية زراعة القلب حيث يفرض عليها الحدث الدرامي تبدلات وتحولات في صراع بين الخير والشر، الطيبة والقسوة، الإنسانية ونقيضها… أما حداد في شخصية فايز الأشقر، يغوص في ثنايا شخصيته حتى يتقمسها بحذافيرها ليظهر بهيئة الرجل القاسي، الشرير والمتسلط تارة وتارة أخرى تشعر بأنه الأب المتعلق بعائلته والذي يريد الإنتقام من قاتل نجله بأي ثمن.
بالرغم من “ثقل” أداء بطلي العمل إلا أنّ ذلك لم ينصف مسلسل 350 غرام الذي ألّفته ناديا الأحمر، أخرجه محمد لطفي وأنتجته غولدن لاين واي سي ميديا، إذ يعاني العمل من الملل والرتابة حتى بمحاولات خلق أحداث تشويقية باءت بالفشل، وهذا ما تُرجم بعدم سماع صدى نجاح المسلسل مقارنة بأعمال سابقة لبطليْه حققت نجاحاً جماهيرياً. فهل خسر مسلسل “350 غرام ” الرهان في السباق الرمضاني؟!
يمكنكم نشر مقتطفات من المقال الحاضر، ما حده الاقصى 25% من مجموع المقال، شرط: ذكر اسم المؤلف والناشر ووضع رابط Aghani Aghani (URL) الإلكتروني الذي يحيل الى مكان مصدر المقال، تحت طائلة تطبيق احكام قانون حماية الملكية الفكرية.
