“إختراق الخصوصية في منزلك وما يترتّب عليه من مشاكل زوجية وعائلية قد تصل إلى الطلاق”، هذه هي الفكرة الرئيسية التي تتمحور حولها قصة الفيلم المصري “وش في وش” الذي اعتمد على معالجة سينمائية سلِسة غير معقّدة لإيصال رسائل اجتماعية جمّة بمثابة توعية لكل زوجيْن خاصة والعائلات عامة في ظل ما نشهده اليوم من ارتفاع في نسبة الطلاق.
إسقاطات اجتماعية للمشاكل المُعاصرة
فيلم “وش في وش” هو من بطولة محمد ممدوح، أمينة خليل، محمد شاهين، أحمد خالد صالح، أسماء جلال، خالد كمال، بيومي فؤاد، أنوشكا، سامي مغاوري، محمود الليثي، دنيا سامي، وسلوى محمد علي، ومن تأليف وإخراج وليد الحلفاوي، إنتاج هاني نجيب وأحمد فهمي، توزيع سينمائي داخل مصر لِسينرجي، وفي العالم العربي لِشركة الصبّاح إخوان.
يروي الفيلم قصة الزوجيْن داليا (أمينة خليل) وشريف (محمد ممدوح) حيث ينشب بينهما خلافاً حاداً فيقرّر الأهل التدخّل، ويستعين الزوجان بالأصدقاء، ولسبب ما يضطر الجميع لقضاء ليلتهم في ذات الشقة (منزل الزوجيْن)، وخلال هذه الليلة تدور جميع أحداث العمل التي حملت في طياتها إسقاطات اجتماعية للمشاكل المُعاصرة.
كيف نتجنّب “خراب البيوت”؟!
في بادئ الأمر، ينوّه الفيلم بطريقة غير مباشرة بأهمية خلق لغة حوار بين الزوجيْن لاحتواء المشاكل بينهما بطريقة مثلى بدلاً من تكرار الخلافات اليومية والوصول إلى الطلاق. كما يسلّط الضوء على الاختلافات الثقافية التي تؤدي إلى هذه الخلافات. وما بين الخلاف والاختلاف ومع تطوّر أحداث الفيلم، نرى كيف تتبدّل وجوه الحب لمواجهة المشاكل التي لا بد من حلّها لتجنّب “خراب البيت”.
قضايا اجتماعية هامة “بالجُملة”
أيضاً يتناول الفيلم في أحداثه قضايا اجتماعية هامة على هامش فكرته الرئيسية ومنها: تكاليف الطلاق، حضانة الأطفال بعد الطلاق، الصراع بين اللجوء إلى الحل القانوني أم البلطجة، التفاوت الطبقي ما بين الارستقراطيين والبروليتاريا، ظاهرة منصات التواصل الاجتماعي وانعكاسها سلباً على الحياة الزوجية والأُسريّة.
وكل ذلك مع التعددية في طرح هذه القضايا من عدة أطراف عبر وجهات نظر مختلفة.
“المودة” في الزواج والطلاق
وتأتي رسالة الفيلم في نهايته على لسان والد الزوج (بيومي فؤاد) وهو ينصحه بالحفاظ على المودة بينه وبين زوجته حتى لو وقع الطلاق. فالمودة المقترنة بالرحمة والرأفة هي الأساس المتين للزواج الناجح.
“وش في وش” فيلم يستحق المُشاهدة
واللافت أنّ معالجة هذه الرسائل الاجتماعية “الدسمة” في فيلم “وش في وش” لم تأتِ بتوجيه المواعظ للمتلقّي إنما ارتسمت بنفحة كوميدية، أحياناً بالاعتماد على “الايفيه” وأحياناً أخرى على كوميديا الموقف.
ولا يمكننا الحديث عن الفيلم المذكور دون الإشادة بجميع عناصره الفنية إن كان لناحية الحوار والسيناريو، تقطيع المشاهِد (خاصة الكلوزات على وجوه شخصياته)، إعداد الممثلين لشخصياتهم، الموسيقى التصويرية، الألوان، الديكور والاخراج لِمايسترو نجح في إدارة هذا العمل وفريقه كي يخرج بصورة لائقة للجمهور العربي خاصة أنّ مهمّة المخرج تكون أصعب حينما يعتمد العمل على البطولة الجماعية لأكثر من عشر شخصيات درامية وفي مكان واحد فقط مثلما هو الحال مع هذا الفيلم.
وفي الختام كلمة حق تُقال، “وش في وش” فيلم يستحق المُشاهدة!
يمكنكم نشر مقتطفات من المقال الحاضر، ما حده الاقصى 25% من مجموع المقال، شرط: ذكر اسم المؤلف والناشر ووضع رابط Aghani Aghani (URL) الإلكتروني الذي يحيل الى مكان مصدر المقال، تحت طائلة تطبيق احكام قانون حماية الملكية الفكرية.
