مسلسل "راحوا" ... فكرة مميزة تفتقر إلى النضج الدرامي!

12:00
19-04-2021
أميرة عباس
مسلسل "راحوا" ... فكرة مميزة تفتقر إلى النضج الدرامي!

مع بداية الموسم الرمضاني الحالي، إنطلق عرض المسلسل اللبناني "راحوا" وهو من بطولة كارين رزق الله وبديع أبو شقرا إلى جانب عدد من الممثلين اللبنانيّين أبرزهم نيكولا مزهر ،جوزيف بو نصار، نهلا داوود، أليكو داوود، بريجيت ياغي،مجدي مشموشي، انطوانيت عقيقي، ماري أبي جرجس، برناديت حديب، فيصل إستواني، طوني عاد، رنده كعدي، تانيا فخري، مارينال سركيس، ميشال حوراني، جويل حمصي، جوي سلامة، جان دكاش وغيرهم، تأليف كلوديا مرشليان وإخراج نديم مهنّا.

مع متابعة حلقات هذا المسلسل، نلحظ ضعفاً في عناصره الدرامية ما يجعله يعيش منافسة باهتة مع سائر أعمال هذا الموسم. بالنسبة لفكرته الرئيسية، تبدو جذّابة لمشاهدتها لأنها ترصد واقعاً أليماً نعيشه في زمن الإرهاب حيث شهدت الحلقة الأولى من العمل حادثاً إرهابياً في أحد الملاهي الليلية حينما كانت تقام سهرة فتقع الكارثة ويسقط الضحايا بين قتلى وجرحى في مشهد مستوحى من حادثة ملهى "رينا" في إسطنبول، ومن هنا تنطلق الأحداث لنشاهد المشاكل التي تتعرض لها عشر عائلات ضمن خطوط درامية رئيسية وفرعية مع تسليط الضوء على كل من يتعرض لمثل هذه الواقعة الأليمة أو يخسر أحد محبّيه بسبب الإرهاب.

لكن لم يتم تنفيذ هذه الفكرة الدرامية بالشكل المرجو حيث يُعاني المسلسل من ضعف في حبكته الدرامية، حواره وإدارته الإخراجية حتى أنّ الأداء التمثيلي متفاوت المستويات بين شخصياته الدرامية إذ يفتقد بعض ممثليه إلى مهارة بناء الشخصية الدرامية وكيفية إعداد الممثّل، وهنا ننوّه بأنّ كل مسلسل يرتكز على شخصيات درامية مصنفة كالتالي:البطل/ة (واحد أو أكثر)، الشخصيات الرئيسية والشخصيات الثانوية، فبالنسبة لأدوار البطولة في مسلسل "راحوا"، لقد تمّ إستثمار النجاحات السابقة التي حقّقها الثنائي المتمثّل بكل من كارين رزق الله وبديع أبو شقرا حيث يطلان مجدداً على الجمهور اللبناني في مسلسل "راحوا" وهذا ما يُشكّل نقطة جاذبة لمشاهدة العمل، كما نثني على أداء بعض الشخصيات الرئيسية في العمل أمثال: جوزيف بو نصار، نهلا داوود، أليكو داوود، برناديت حديب ورندة كعدي، لكن الضعف في الأداء التمثيلي يكمن في شخصيات أخرى منهم: ميشال حوراني، تانيا فخري، جوي سلامة حيث يتّسم أدائهم بالتكرار في جميع أعمالهم إذ لم نجد أي تعديل ملحوظ حتى في لغة الجسد التي يجب أن تتبدّل من دور إلى آخر، كما يُعد أداء الممثل شربل زيادة مبالغ به حتى لو كان الغرض إظهاره كإنسان لديه خلل نفسي لأنّ الأداء المسرحي يؤذي الممثل عبر الشاشة الفضية فالمُشاهِد يقتنع بعفوية الأداء وليس بالمبالغة، هذا عداك عن المشاهِد التي يظهر فيها إنفعالات فيزيولوجية غير مقنعة وحوار أقرب إلى الصراخ -إن جاز التعبير- مثل الحوارات التي تجمع الممثل جوزيف أبو خليل بزوجته ضمن الأحداث.

وبما أنّ المسلسل هو عمل جماعي فإنّ الإخفاق في أي عنصر درامي سيمتد ضعفه على باقي العناصر الدرامية ما يؤثّر سلباً على العمل ككل. ومع ذلك، سنُشاهِد مسلسل "راحوا" لحين إنتهاء عرضه مع حلقته الأخيرة كي لا نحكم مبرماً عليه منذ الأسبوع الأول من الموسم الرمضاني لعام 2021.