ماغي بو غصن...أداء مُتْقَن لِشخصية المرأة الناجحة، المحرومة والمخدوعة في "أولاد آدم"

11:00
08-05-2020
أميرة عباس
ماغي بو غصن...أداء مُتْقَن لِشخصية المرأة الناجحة، المحرومة والمخدوعة في "أولاد آدم"

تُقدّم الممثلة اللبنانية ماغي بو غصن شخصية القاضية ديما في مسلسل "أولاد آدم" خلال الموسم الرمضاني الراهن، هذا العمل يجمع في بطولته أيضاً كل من: مكسيم خليل، دانييلا رحمة وقيس الشيخ نجيب مع مجموعة من نجوم الدراما أبرزهم: طلال الجردي، رودني الحداد، ندى أبو فرحات، رانيا عيسى، كارول عبود، مجدي مشموشي، فيفيان أنطونيوس وغيرهم، وهو من تأليف رامي كوسا، إخراج الليث حجو وإنتاج إيغل فيلم.

تتألّق بو غصن من خلال تقديمها هذا الدور التراجيدي حيث قرّرت هذا الموسم الإبتعاد عن الكوميديا بعدما قدّمت خلال الآونة الأخيرة أعمال من نوع لايت رومانسي كوميدي الذي بَرعت فيه بالرغم من أنّ بدايات ماغي إتّسمت بأدوار بعيدة عن الكوميديا، ونذكر منها شخصية هنادي في مسلسل "أسرار المدينة" (عام 2000، للمخرج هشام شربتجي)، وشخصية نصرة في مسلسل الخوالي (عام 2000، للمخرج بسام الملّا).

أما فيما خص شخصية القاضية ديما، فهي نموذج إجتماعي يعكس للمُشاهِد أحوالاً متعدّدة بين المرأة الناجحة، المحرومة والمخدوعة، فهي القاضية النزيهة التي تسعى نحو المثالية وسط الفساد لكن الظروف تجبرها على مخالفة القانون وإرتكاب الخطيئة أحياناً، هي الشقيقة الكبرى التي تُمارس دور الأمومة مع شقيقها، هي الزوجة المخدوعة بشريكها الخائن مع صديقتها، وهي المرأة المحرومة من الإنجاب. هذه الأحوال مجتمعةً، تطرح مشاكل إجتماعية من صلب مجتمعنا لِتحمل طابعاً واقعياً بإمتياز، إذ يرصد مسلسل "أولاد آدم" من خلال القاضية ديما الفساد المستشري في عالم السياسة والقضاء مع محاولة بعض الأفراد عدم الخنوع لأوامر أصحاب النفوذ الفاسدين بهدف الإلتزام بالمبادئ والمُثُل، كما يحكي لنا هذا العمل معاناة المرأة المحرومة من مشاعر الأمومة، فبالرغم ممّا تَمْلك من نجاح مهني ومال ونفوذ إلّا أنّها لا تشعر بالسعادة الكاملة وهذا ما يحمل معنى فلسفياً للقول أنّ الإنسان مهما علا شأنه وكَثرت نِعَمه لا يستطيع الحصول على السعادة المُطلقة.

هذه التركيبة في شخصية ديما، إستطاعت الممثلة ماغي بو غصن تقديمها بحذافيرها حتى مشاهِد "البكاء والدموع" أدّتها دون زيادة أو نقصان، فأقْنَعتنا وحَثَّتنا على التعاطف معها إذ يتّسم أداء ماغي في هذا الموسم الدرامي بنضج وخبرة تجعلها مُطالَبة بتقديم التراجيديا الواقعية مُجدّداً...