يتمحور الخط الدرامي العريض لهذا العمل حول تعدّد الزوجات وما يستتبعه من تعرّض الزوج لمشاكل عديدة من أجل إرضاء زوجتيْه، ومع مشاهدة الحلقات المتتالية يكتشف المُشاهد أنّ بطل العمل المحامي يوسف (زياد برجي) يضطر للزواج من عدة نساء من أجل إرضاء جده المتوفي صاحب الثروة الضخمة، في حين تعاني زوجته الأولى ماغي (نادين الراسي) من مشاكل صحية مؤقتة تمنعها من الإنجاب فتوافق على عقد قران زوجها بأخرى، ليتزوج يوسف من جوري (هبة نور) ويقطن الجميع في ذات المنزل برفقة شقيقة البطل (أنجو ريحان) وصهره (هشام حداد) والمساعدة المنزلية (انطوانيت عقيقي) مع ظهور خاص للممثل السوري محمد خير الجراح الذي يُقدم دوره باللهجة الحلبية وتتسم جميع مشاهده بنفحة كوميدية ممتعة. 

كما يُعالج المسلسل كل المشاكل التي تحصل بين "الضرّتيْن" في إطار لايت كوميدي ما جعل العمل بمثابة جرعة كوميديا يحتاج إليها الجمهور في زمن الأزمات التي نعيشها، فهو يعتمد على حوار بسيط بنفحة كوميدية وأداء تمثيلي عفوي ما يجذب المُشاهدين لمتابعته. فضلاً عن أنّ المسلسل تطرّق إلى أزمة كورونا حيث سلّط الضوء على القلق الذي نعيشه للوقاية من هذا الوباء مع الإلتزام بكافة الإجراءات الإحترازية. 

اللافت أيضاً أنّ العمل هو عبارة عن توليفة لبنانية بمادة درامية مشتركة أشبه بأعمال Pain Arab مع نجوم من لبنان وسوريا. وهذه "خلطة" قلما نشاهدها في الأعمال المشتركة عبر الشاشة الفضية. 

أما بالنسبة للديكور والصورة الإخراجية، لقد إعتمد المسلسل على الألوان الزاهية لتتلاءم مع أجواء الكوميديا والبهجة بعيداً عن الألوان القاتمة التي تعتمد عليها الأعمال التراجيدية. وبالرغم من أنّ المسلسل المذكور هو أقرب إلى نوع "سيت كوم" الذي يرتكز على موقع تصوير داخلي واحد أي المنزل فقط إلا أنّ هذا العمل أظهر بعض المناظر الطبيعية الخلابة في لبنان فضلاً عن أنّ معظم مشاهده داخل المنزل عيْنه. 

كل العناصر الآنف ذكرها، تجتمع لإنجاح مسلسل "زوج تحت الإقامة الجبرية"، فنحن بالرغم من مطالبتنا وإنتقادنا الدائم لضرورة إقتباس نصوصنا الدرامية من صلب الواقع الذي نعيشه لتحسين "درامانا" إلا أنّ ذلك لا يمنع من تقديم مادة درامية كوميدية عائلية كالتي يطرحها مسلسل زوج تحت الإقامة الجبرية الذي أضفى بسمة على الوجوه المُتعَبة خلال الموسم الرمضاني لعام 2021.