في مشهد غير مألوف، اختارت الفنانة اللبنانية ندى أبو فرحات أن تروّج لعملها الفني الجديد عبر فيديو قصير نشرته اليوم على حسابها الرسمي في إنستغرام، ظهرت فيه وهي ترفع ساقها على مجموعة كراسي متراصة تشبه كراسي السينما، بينما يعلو في الخلفية صوت شخير واضح، في تركيبة بصرية وصوتية تحمل رمزية عالية وتفتح باب التأويلات الفنية على مصراعيه.الفيديو، الذي لا يتجاوز بضع ثوانٍ، جاء خاليًا من أي تعليق مباشر، لكنه مشحون بالدلالات. ندى، التي لطالما عُرفت بجرأتها في اختيار أدوارها، تواصل كسر القوالب التقليدية في الترويج، وتُثبت مجددًا أن الفن لا يحتاج إلى شرح، بل إلى لحظة صادقة تترك أثرًا. رفع الساق، في هذا السياق، لم يكن مجرد حركة جسدية، بل إعلان عن تحدٍّ، عن يقظة، عن خروج من حالة سبات، خاصة مع صوت الشخير الذي يرافق المشهد وكأنه يرمز إلى حالة ركود أو غفلة اجتماعية أو فنية.وقد تفاعل الجمهور سريعًا مع الفيديو، بين من اعتبره إعلانًا رمزيًا لعودة فنية قوية، ومن رأى فيه نقدًا ساخرًا لحالة التلقي السلبي في الوسط الفني أو الإعلامي. البعض ذهب إلى أن الكراسي المتراصة تشبه كراسي المسرح أو السينما، ما يعزز فكرة أن العمل القادم قد يكون عرضًا مسرحيًا أو فيلمًا يحمل طابعًا نقديًا أو وجدانيًا.اللافت أن ندى لم تُرفق الفيديو بأي توضيح، ما منح الجمهور مساحة واسعة للتأويل، وجعل من المنشور مادة خصبة للنقاش الفني. وقد كتب أحد المتابعين: “ندى لا تروّج، بل توقظ… حتى من صوت الشخير”، بينما علّق آخر: “رفع الساق ليس استعراضًا، بل إعلان عن أن الفنانة عادت، وبقوة”.هذا النوع من الترويج، الذي يعتمد على الصورة والرمز، يعكس نضجًا فنيًا ووعيًا بصريًا، ويُعيد الاعتبار لفكرة أن الفن الحقيقي لا يُشرح، بل يُشعر. ندى، التي عُرفت بأدوارها العميقة والمؤثرة، لا تكتفي بالتمثيل، بل تصنع لحظة فنية حتى في منشور عابر، وتحوّل الفيديو إلى مشهد مسرحي مصغّر، فيه حركة، وصوت، ورسالة.حتى لحظة كتابة هذا الخبر، لم يصدر أي إعلان رسمي عن تفاصيل العمل الجديد، لكن المؤشرات واضحة: ندى أبو فرحات تستعد لعودة فنية تحمل طابعًا مختلفًا، وربما تحمل نقدًا ضمنيًا لحالة فنية أو اجتماعية، بأسلوبها الخاص الذي يجمع بين الرمز والصدق.في النهاية، يبقى الفيديو الذي نشرته ندى اليوم أكثر من مجرد ترويج، بل هو مشهد فني مكتمل، فيه جسد يتكلم، وصوت يوقظ، وكراسي تنتظر من يملأها بالمعنى. ندى لا تعود فقط، بل تعود لتقول شيئًا… بصوت مرتفع، حتى لو كان صوت الشخير.
يمكنكم نشر مقتطفات من المقال الحاضر، ما حده الاقصى 25% من مجموع المقال، شرط: ذكر اسم المؤلف والناشر ووضع رابط Aghani Aghani (URL) الإلكتروني الذي يحيل الى مكان مصدر المقال، تحت طائلة تطبيق احكام قانون حماية الملكية الفكرية.









