في لحظة وجدانية نادرة، شاركت شمس الأغنية اللبنانية نجوى كرم جمهورها بمقطع مصوّر عبر حسابها الرسمي على إنستغرام، ظهرت فيه وهي تستعرض مجموعة من مقدمات أغانيها القديمة، محاولةً تذكّر كل واحدة منها، وكأنها تُجري اختبارًا لذاكرتها الفنية أمام الملايين.المقطع الذي حمل عنوانًا رمزيًا: “كل مقدمة تعيد لي ذكرى… هل يمكنني أن أُسميها جميعًا؟”، لم يكن مجرد لعبة عابرة، بل تحوّل إلى لحظة احتفاء جماهيري بذاكرة فنية لا تشيخ، وبفنانة تُجسّد معنى الاستمرارية والصدق الفني.نجوى كرم، التي تُلقّب بـ”شمس الأغنية اللبنانية”، نجحت في تذكّر جميع الأغاني التي استُعرضت في المقطع، ومنها: مجبورة، تهموني، زعلك صعب، عاشقة، عيون قلبي، خليني شوفك، الله يحرقلك قلبك، باستثناء أغنية واحدة فقط وهي إنت الشمس، التي لم تتعرّف إليها فورًا، لأنها لم تغنّها منذ فترة طويلة، كما أوضحت في تعليقها.هذا التفاعل العفوي كشف عن عمق العلاقة التي تربط نجوى بأعمالها، وعن حسّها الفني العالي الذي لا يزال حاضرًا بكل تفاصيله، رغم مرور الزمن وتعدّد التجارب.ما فعلته نجوى كرم في هذا المقطع يتجاوز فكرة الترفيه، ليُثبت أنها ليست مجرد صوت جميل، بل ذاكرة فنية حيّة، تحمل في طياتها مشاعر الناس، وتُعيد إليهم لحظات من الحب، العتاب، الفرح، والانكسار.هي فنانة لا تُقاس فقط بعدد الأغاني، بل بقدرتها على جعل كل أغنية تجربة شخصية لجمهورها. وكل مقدمة موسيقية تُعيدهم إلى لحظة عاشوها، أو شعور لم ينسوه.التعليقات التي انهالت على المقطع عبّرت عن إعجاب كبير بذاكرة نجوى، وبعفويتها، وبقدرتها على استحضار أعمالها دون تكلّف. كتب أحد المتابعين: “مش بس تذكّرت الأغاني، ذكّرتنا نحنا بقلوبنا.”، وآخر قال: “هي مش بس شمس الأغنية، هي شمس الذاكرة.”في زمنٍ يُقاس فيه النجاح بالترند، تُثبت نجوى كرم أن الفن الحقيقي يُقاس بالصدق، وبالقدرة على البقاء في وجدان الناس، لا في قوائم الأكثر استماعًا فقط.
يمكنكم نشر مقتطفات من المقال الحاضر، ما حده الاقصى 25% من مجموع المقال، شرط: ذكر اسم المؤلف والناشر ووضع رابط Aghani Aghani (URL) الإلكتروني الذي يحيل الى مكان مصدر المقال، تحت طائلة تطبيق احكام قانون حماية الملكية الفكرية.









