نادين الراسي عبر “عندي سؤال”: “أقدمت على الانتحار مرتين… وأعيش قصة حب والزواج قريب”

أطلت الممثلة اللبنانية نادين الراسي في برنامج “عندي سؤال” الذي يقدمه الاعلامي محمد قيس على قناة ومنصة “المشهد”، اذ روت محطات من حياتها عاشتها في الظل، وخرجت منها إلى ولادة جديدة كما تصفها.

في التفاصيل، بدأت نادين الراسي حديثها عن قرارها الجريء بقص شعرها، مؤكدة أنّ التغيير الحقيقي يبدأ من الداخل قبل أن يظهر في الخارج. وقالت إنّ الله أرسل لها شخصًا كان بمثابة حضن كبير وجناح قوي، ساعدها على الإيمان بأن التغيير يبدأ من الداخل، وأن هذا المسار مؤلم وغير سهل ويحتاج إلى صبر طويل.

وأضافت أنها تحملت الكثير، وإن الألم بلغ مرحلة غير محمولة، لكنها صبرت حتى وصلت إلى هذه المرحلة من السلام الداخلي. مشيرة الى أنّ كل من واكبها في فترات ضعفها وبكائها، يستحق اليوم أن يشاركها فرحتها بعد “الريبيرث” أو الولادة الجديدة.

وعادت الراسي بالذاكرة إلى 15 عامًا مضت، حيث دخلت نفقًا مظلمًا جدًا، لكن إيمانها الداخلي ساعدها على الخروج منه. قائلة إنها ارتكبت أخطاء، لكنها تعتبرها ضرورية لتصل إلى النضج الذي تعيشه اليوم: “لو ما صار الغلط، ما كنت وصلت للأنا الموجودة اليوم، كل ظلمة بعدها نور”.

وعند سؤالها إن كانت تنظر إلى هذا الماضي بحسرة أو ندم، أكدت نادين أنها لا تندم، لأن تلك المحطات كانت قدرًا، ولأنها تتخذ قراراتها وفق إحساسها، حتى لو اكتشفت لاحقًا أنّ إحساسها لم يكن في مكانه. مضيفة أن القرارات التي قد تبدو خاطئة اليوم، كانت صحيحة في وقتها لأنها لم تكن قادرة على التصرف بطريقة مختلفة.

كما تحدثت نادين بصراحة عن مرحلة استُغِلّت فيها من كثيرين، حتى من الأقربين عن غير قصد. ووصفت نفسها بأنها إنسانة عاطفية تنشر الحب، لكن هذا جعل البعض يحبّ نفسه من خلالها، وتراه أخطر أنواع الحب. وتابعت أن جرح القريب هو وجع يعيش معه الإنسان حتى القبر، لكنها اليوم تتعايش معه من خلال التسامح وفهم محبة الله لها.

أيضاً كشفت نادين أنّها مرّت بلحظات ضعف زعزعَت إيمانها، وأنها فكرت مرتين في إنهاء حياتها. أما السبب الأكبر، فكان خوفها من فقدان أولادها، وقالت إن هذه كانت ثاني محاولاتها للانتحار، بينما رفضت الحديث عن المحاولة الأولى، وذكرت أنها كانت حينها صغيرة. وكشفت أنها كانت تتناول العشاء مع صديقتها، ثم تناولت لاحقًا 90 حبّة دفعة واحدة. لكنها نجت بعدما شعر ابنها بالخطر، وترك والده فجأة ليذهب إليها وينقذ حياتها.

ووصفت الراسي الألم الأكبر بأنه ليس ما عاشته هي، بل ما شهده ابنها من انهيارات ووجوه بشرية قاسية. وأوضحت الراسي أنها لم تعد الشخص الذي كانت عليه قبل هذه الانهيارات، وأنها اليوم أكثر صدقًا وهدوءًا ووضوحًا. وعبّرت عن امتنانها لأن صوتها يمكن أن يُسمَع بصدق، وأنها لم تعد في موقع الرد أو الصراع، بل في موقع التعافي التدريجي.

وخلال اللقاء أنها نادين أنها لم ترَ أبناءها لمدة 7 سنوات كاملة بسبب شروط وضعت على رؤيتها، وحاولت أن تتحمل وجود الطرف الآخر لكنها لم تفلح.

وأشارت الى أن اللحظة التي قررت بعدها الابتعاد كانت حين سمعت من أحد أبنائها عبارة جارحة لا تليق بابن تجاه أمه. ووصفت تلك اللحظة بأنها جريمة بحق قدسية الأمومة، وأنها شعرت وكأن طفلها الذي تركته صغيرًا أصبح جثة كبيرة، وقالت إنها ما زالت تحتفظ بكل أغراضهم كما تركوها، وبصورة أبنائها صغارًا، رافضة أن تراهم كبارًا في مخيلتها.

ومن أكثر اللحظات قسوة حين لم يسمح لها الاقتراب من طفلها يوم قربانته الأولى في الكنيسة، بينما كانت تشاهد صور الاحتفال تُرسل لها من الآخرين. كاشفة أن آخر ما تبقى معها هو “سن ابنها” الذي وضعته في محفظتها قبل الفراق.

وتحدثت الراسي عن شهادات لأقرب المقربين استُخدمت ضدها، معتبرة أن نيتهم قد تكون حسنة بنظرهم، لكن الأمر يبقى بيد القضاء.

وعلى الرغم من كل ذلك، قالت إنها لا تزال تؤمن، وتسامح، وتحاول أن تكون “نسمة خير” لا تحمل الغضب داخلها كي لا تترك للشر فرصة للسيطرة عليها.

وتحدثت نادين الراسي بحرقة عن غياب شقيقها الفنان الراحل جورج الراسي، معتبرة أن فقده كان نقطة تحوّل في حياتها، وأن الألم المرافق لهذا الحدث كان أكبر من أن يُنسى أو يُغلق بابُه بمرور الوقت.

وقالت إن البعض ظنّ أن العمل الفني قادر على التخفيف من ألمها، لكنها اكتشفت أن بعض الخسارات أعمق من قدرة الزمن على تضميدها.

كما أوضحت نادين أن بعض النظرات التي وُجهت لها من زملاء في الوسط الفنّي حملت مزيجًا من التعاطف والشماتة، وأكدت أنها لم تتقبل حديث الكارما الذي استخدمه البعض لتبرير ما أصابها، معتبرة ذلك استهزاءً بقدر الله وليس توصيفًا روحانيًا.

وقالت إن الظروف القاسية التي مرّ بها لبنان أثرت على الجميع، ولا يمكن أن تُحمَّل لشخص أو سلوك فردي.

فضلاً عن ذلك، كشفت الراسي أنها تعيش قصة حب وستتزوج قريباً ، مشيرة الى أن حبيبها ليس لبناني الجنسية وهو شاعر وصوته جميل.