في مشهد تكريمي استثنائي، منح الرئيس جوزاف عون الفنان الكبير صلاح تيزاني، المعروف بشخصية “أبو سليم”، وسام الاستحقاق اللبناني من الدرجة الفضية ذات السعف، تقديرًا لمسيرته الفنية الطويلة التي امتدت لأكثر من ستين عامًا، شكّل خلالها جزءًا لا يُمحى من الذاكرة الثقافية والوطنية.صلاح تيزاني، الرئيس الفخري للجنة الإدارية لنقابة الممثلين في لبنان، تسلّم الوسام في احتفال رسمي عكس الاحترام للفن الأصيل، واعترافها بدور الفنانين في بناء وجدان المجتمع. وقد جاء هذا التكريم ليؤكد أن الشخصيات التي رافقت اللبنانيين لعقود تستحق أن تُكرَّم في حياتها، لا بعد رحيلها.شخصية “أبو سليم الطبل” لم تكن مجرد دور تمثيلي، بل تحوّلت إلى رمز شعبي تجاوز الشاشة، لتصبح جزءًا من الهوية الثقافية اللبنانية، حاملةً معها نكهة بيروت القديمة، وروح الفكاهة التي قاومت الحرب والانقسام، ولامست قضايا الناس اليومية ببساطة وذكاء.الاحتفال لم يكن لحظة بروتوكولية فحسب، بل مناسبة وطنية استُحضرت فيها محطات من مسيرة فنية غنية، قدّم خلالها تيزاني أعمالًا تلفزيونية ومسرحية طبعت الذاكرة الجماعية، بأسلوبه الساخر والهادف في آنٍ معًا، فكان صوت الناس وضحكتهم في زمنٍ كانت فيه الكلمة مرآة الواقع.ويأتي هذا الوسام في وقتٍ يحتاج فيه اللبنانيون إلى استعادة رموزهم الثقافية، وإلى تذكير أنفسهم بأن الفن ليس ترفًا، بل ضرورة وطنية تُعيد تشكيل الوعي وتمنح الناس فسحة أمل وسط الأزمات. كما يعكس التكريم حرص الجيش اللبناني على دعم الرموز الوطنية في مختلف الميادين، بما فيها الفن، الذي لطالما كان مرآة المجتمع وصوت الناس.صلاح تيزاني، الذي استقبل الوسام بتأثر وامتنان، عبّر عن فخره بهذا التقدير، مؤكدًا أن هذا الوسام لا يُمنح له وحده، بل لكل فنان آمن برسالة الفن والتزم بها. وأضاف أن لبنان، رغم كل ما يمرّ به، لا يزال يحتضن أبناءه المخلصين ويكرّمهم في حياتهم.وبين التصفيق والدموع، كُرّمت ذاكرة فنية كاملة في شخص رجل واحد، حمل الضحكة على كتفيه، ووزّعها على الناس بسخاء، فاستحق أن يُكرَّم باسم الوطن
يمكنكم نشر مقتطفات من المقال الحاضر، ما حده الاقصى 25% من مجموع المقال، شرط: ذكر اسم المؤلف والناشر ووضع رابط Aghani Aghani (URL) الإلكتروني الذي يحيل الى مكان مصدر المقال، تحت طائلة تطبيق احكام قانون حماية الملكية الفكرية.









