حلّ الممثل اللبناني القدير أحمد الزين ضيفاً في برنامج “عمر جديد” الذي تقدّمه الإعلامية نسرين الظواهرة عبر إذاعة “أغاني أغاني”، حيث فتح قلبه وتحدّث بصراحة عن مسيرته الفنية الطويلة، وعن محطات شكلت بصمات في حياته، كما تناول قضايا وجدانية أثارت تفاعلاً كبيراً. في مستهلّ اللقاء، استعاد الزين بداياته قائلاً: “بدأت من تلفزيون لبنان، كنت من المؤسسين، عملت مع عبده نمري وإلياس رزق، ثم مع أبو عبده البيروتي وفرقة أبو المراجل. تلك المرحلة كانت زمن التلفزيون الواحد والإذاعة الواحدة، زمن جميل أتمنى أن يعود.” وعن أعماله المفصلية، أوضح: “البؤساء، الرسالة، زمن الحب، أرحل وحيداً، ومن أنت يا ديالا… هذه ليست مجرد أدوار، بل بصمات صنعت حلمي وكتبت اسمي في ذاكرة الدراما.” وأضاف: “العمل مع منى واصف في الرسالة كان حلماً لا أستوعبه حتى اليوم.” وتوقف الزين عند واقع الدراما اللبنانية اليوم، مشيراً إلى أن “ثمانين بالمئة من الممثلين يجلسون في بيوتهم، والحنفية المادية على النقابة مغلقة، ولا توجد موارد. لقمة الخبز في لبنان أصبحت أسرع من دولاب السيارة.” بهذه العبارة الصريحة، عبّر عن الأزمة المعيشية التي انعكست على الوسط الفني، مؤكداً أن غياب الدعم جعل كثيرين يبتعدون عن الساحة رغم امتلاك لبنان أسماء كبيرة قادرة على المنافسة عربياً. لكنه شدّد على أن أعمالاً مثل بالدم أثبتت قدرة الإنتاج اللبناني على الوصول إلى الخارج، فيما تظل الدراما السورية حاضرة بقوة عبر أسماء مثل تيم حسن وقصي خولي ومنى واصف وعابد فهد، الذين يسيطرون على المشهد الرمضاني في الخليج. وعن الجانب الشخصي، كشف الزين عن لحظة وجدانية مؤثرة: “في يوم لبست الخاتم الذي أهداني إياه السيد” حسن نصر الله”، وأنا نازل على الدرج فرطت بالبكاء، صعدت إلى البيت ووضعته على كتاب الله، على المصحف، ونزلت.” كما تحدث عن علاقته بالله قائلاً: “كل يوم قبل أن أنام أرفع دعاءً وأشكره على اليوم الإضافي. هذا هو طريقتي في التكفير عن ذنوبي.” في سياق حديثه الوطني، قال أحمد الزين: “أنا ابن الجنوب، الشـ ـهيد هو من يُقـ ـتل برصـ ـاص عـ ـدوه، لا برصـ ـاص أخيه أو ابن بلده. قبل تسـ ـليح الجيش، الإمام موسى الصدر قال إن السـ ـلاح زينة الرجال، لأننا جغرافياً نعيش بمحاذاة عـ ـدو دائم موسى الصدر جعل الجنوب جنّة الله على الأرض، بعدما كان بلا مدارس ولا مستشفيات ولا مسارح.” وأضاف: “إسـ ـرائيل هي العـ ـدو الأكبر، وأمريكا مؤامرتها أكبر بكثير. غـ ـزة ما نيمتني الليل، ثلاثون ألف طفل تحت الأنقاض… هؤلاء ضحايا لا شهـ ـداء، لأنهم أطفال. الإرهـ ـاب الحقيقي هو الذي يدنس أرضنا ويغتـ ـصب وطننا ويسرق كتابنا.” وفي ختام اللقاء، شدّد أحمد الزين على أن الفن بالنسبة إليه ليس ترفاً، بل رسالة وذاكرة تحفظ القضايا وتبني الوعي، مؤكداً أن أعماله كانت دائماً انعكاساً لوجدانه وتجربته الشخصية. وأضاف: “أنا صاحب القضية، صرخت رغم القهر، قاومت بعزيمتي، قاومت بعدالة القضية، والفن كان سلاحي في وجه التجزئة والنسيان.”



يمكنكم نشر مقتطفات من المقال الحاضر، ما حده الاقصى 25% من مجموع المقال، شرط: ذكر اسم المؤلف والناشر ووضع رابط Aghani Aghani (URL) الإلكتروني الذي يحيل الى مكان مصدر المقال، تحت طائلة تطبيق احكام قانون حماية الملكية الفكرية.









