في ليلة استثنائية جمعت بين الفن والرياضة والإعلام، احتضنت منطقة الأهرامات مساء الخميس فعاليات الدورة الثانية من حفل توزيع جوائز “ذا بيست”، وسط أجواء مبهجة وحضور مكثف لنجوم الصف الأول من مصر والعالم العربي. الحفل الذي جمع بين التكريمات واللحظات المؤثرة والعروض الفنية، تحوّل إلى منصة للاحتفاء بالإنجازات، وإلى مساحة للتعبير عن التداخل الثقافي الذي يعيشه المشهد الفني اليوم. أبرز لحظات الأمسية كانت تكريم الفنان محمد رمضان، الذي صعد إلى المسرح متأثرًا بوفاة والده قبل أيام قليلة، وقال في كلمة مقتضبة: “أول جائزة أستلمها بعد وفاة والدي، بهديها له وبقوله يا رب أكون قد المسؤولية وتكون فخور بيا”. هذه اللحظة الإنسانية أضفت عمقًا خاصًا على الحفل، حيث امتزجت مشاعر الحزن بالفخر، لتجعل من تكريم رمضان محطة وجدانية لافتة. ولم يقتصر حضور رمضان على التكريم، إذ أطلق مؤخرًا أغنيته الجديدة I Don’t Know، التي تجمعه بالفنان المغربي-الأمريكي إليا، في تعاون موسيقي يعكس تداخل الثقافات وتنوع الإيقاعات. الأغنية جاءت كخطوة جديدة نحو خلق صوت حديث يجمع بين الهوية العربية والنَفَس العالمي، لتؤكد أن رمضان يسعى إلى تجاوز الحدود التقليدية للموسيقى العربية والانفتاح على تجارب عالمية. أما المفاجأة التي خطفت الأنظار، فكانت التفاعل العفوي بين محمد رمضان والنجم أحمد السقا، الذي نشر عبر خاصية “ستوري” على إنستغرام مقاطع فيديو وهو يغني ويرقص مع رمضان على نغمات أغنيته الشهيرة “يا حبيبي”. هذه اللقطة العفوية أضفت حيوية خاصة على الحفل، وأظهرت جانبًا إنسانيًا من العلاقة بين النجمين، حيث بدا السقا شريكًا في اللحظة الفنية، لا مجرد ضيف متفرج. الحفل لم يخلُ من تكريمات أخرى بارزة، إذ أعرب الملحن عمرو مصطفى عن سعادته الكبيرة بعد حصوله على جائزة، مؤكدًا أن الجمهور هو من يصنع اللحظة، فيما احتفلت الإعلامية شيريهان أبو الحسن بجائزة أفضل مذيعة منوعات، معتبرة أن القادم دائمًا أفضل. كما شهدت الأمسية حضورًا واسعًا لعدد من النجوم، بينهم ياسمين عبد العزيز، أحمد زاهر، حنان مطاوع، نيكول سابا، مصطفى شعبان، لقاء سويدان، وغيرهم، ما جعل من “ذا بيست” حدثًا جامعًا يعكس ثراء الساحة الفنية والإعلامية. بهذا المزج بين الأغنية الجديدة، التكريم المؤثر، واللحظة العفوية التي جمعت رمضان والسقا، بدا الحفل وكأنه لوحة متعددة الأبعاد: صوت عالمي، دمعة محلية، وضحكة عفوية. لوحة تختصر معنى الفن حين يصبح جسرًا بين الثقافات، ووسيلة للتعبير عن الإنسان في لحظاته الكبرى والصغيرة على حد سواء.

يمكنكم نشر مقتطفات من المقال الحاضر، ما حده الاقصى 25% من مجموع المقال، شرط: ذكر اسم المؤلف والناشر ووضع رابط Aghani Aghani (URL) الإلكتروني الذي يحيل الى مكان مصدر المقال، تحت طائلة تطبيق احكام قانون حماية الملكية الفكرية.









