في ليلة لبنانية زاخرة بالضوء والسحر، ارتدت بيروت حلة من الفرح والجمال متوجة الشابة بيرلا حرب بلقب ملكة جمال لبنان 2025 في حفل ضخم على مسرح “Isol Arena Studio”. لم تكن السهرة مجرد مسابقة جمالية، بل أشبه بلوحة فنية جمعت بين الرقيّ والفن والأنوثة، لتعيد إلى الأذهان صورة لبنان التي لطلما أحبها العالم: بلد يضيء رغم العتمة ويغنّي رغم الأزمات، بلد يتشبّث بالحياة ويُعيد رسم صورته بالألوان المشرقة.، وذلك بحضور شخصيات فنية وثقافية وإعلامية بارزة. وقد شكّل الحدث، الذي تابعته آلاف الأسر اللبنانية عبر شاشة المؤسسة اللبنانية للإرسال (LBCI)، مساحة للاحتفال بصورة لبنان المشرقة.
منذ اللحظة الأولى لانطلاق الحفل، الذي رعته وزارة السياحة اللبنانية ونُقل مباشرة عبر شاشة المؤسسة اللبنانية للإرسال (LBCI)، شعر الجمهور أن بيروت تعيش لحظة استثنائية. الأضواء الكاشفة، التصاميم المبهرة، والموسيقى التي رافقت إطلالات المتسابقات ال16، كلها عناصر صنعت أجواء احتفالية راقية حملت رسالة بأن لبنان ما زال وطن الجمال والإبداع. وقد عادت الإعلامية هيلدا خليفة، بعد عشرين عامًا من غيابها عن تقديم هذه المسابقة، لتطل بثوب بنفسجي من توقيع المصمم اللبناني العالمي نيكولا جبران، الذي ترك بصمته أيضًا على إطلالات المتباريات، فأضفى لمسة أنيقة وأصيلة على هذا الحدث المنتظر.
أما النجمة نانسي عجرم، فكانت أيقونة السهرة بامتياز، إذ أشعلت الأجواء بثلاث إطلالات خاطفة للأنفاس، الأولى بفستان أزرق معدني طويل عاري الكتفين، والثانية بفستان أبيض قصير من توقيع Kristina Fidelskaya وصندل من Christian Louboutin، والثالثة بفستان أسود مخملي أنيق من دار Balenciaga. ومع صوتها الدافئ وأغانيها التي رافقت اللبنانيين لأكثر من عقدين، حولت الحفل إلى مهرجان موسيقي يعانق الجمال ويعزز حضوره.
ولا بد من الإشارة إلى أن حفل ملكة جمال لبنان شهد لحظة استثنائية غير مسبوقة، حيث قدّمت المتسابقتان أدريانا دياب وجينيفر الهاشم فقرة غنائية مباشرة على الهواء، بأداء مزدوج باللغتين العربية والأجنبية. وتعد هذه المشاركة الأولى من نوعها في تاريخ مسابقات ملكة جمال لبنان، علماً أنها لا تدخل ضمن التقييم الرسمي أو النقاط الممنوحة للمشاركات خلال المنافسة.
تألقت المتباريات بإطلالات متتالية، بداية بفساتين ذهبية موحّدة حملت لمسة من الفخامة، ثم في ظهورهن بملابس البحر التي أظهرت الثقة بالنفس واللياقة، وصولًا إلى المرحلة الأخيرة بأثواب السهرة الملوّنة التي زيّنها الإبداع اللبناني. وقد ضمت قائمة المتسابقات وجوهًا شابة من مختلف المناطق اللبنانية والاغتراب، بيرلا حرب من بلدة المعمارية الجنوبية، كلوي خليفة من الحدث، كارلا دحداح من زغرتا، ياسمينا الحلبي من ضهور الشوير، وسارة سماحة من الخنشارة، إلى جانب 11 متبارية أخريات قدمن لوحات غنية بالثقافة والجاذبية.
أما لجنة التحكيم جاءت مرآة لهذا التنوع الثقافي والفني، وضمت أسماء لامعة مثل وزيرة السياحة اللبنانية لورا الخازن لحود، النائبة بولا يعقوبيان، المصمم العالمي نيكولا جبران، الموسيقي اللبناني العالمي إبراهيم معلوف، خبير التجميل بسام فتوح، ملكة جمال لبنان لعام 2015 فاليري أبو شقرا، ملكة جمال العالم 2025 التايلاندية أوبال سوشاتا، وعارضة الأزياء التونسية ريم السعيدي. هذه الكوكبة من الشخصيات جعلت من عملية الاختيار مهمة دقيقة، حيث اختبرت المتباريات في الحضور، الثقافة، والقدرة على التعبير.
وفي المرحلة النهائية، كان على المتأهلات الخمس الإجابة عن السؤال الموحد: “جمالك هو من جمال لبنان، هاشتاغ رافق هذه المسابقة، فما هو الهاشتاغ الذي تحبذين استخدامه، ولماذا؟” تنوعت الإجابات بين دعم المرأة، إبراز الأمل، والتأكيد على أن الجمال يتجاوز الشكل ليصل إلى الثقافة والإنسانية، وهو ما أضفى بُعدًا فكريًا على المسابقة.
اللحظة الأجمل كانت عند إعلان النتيجة، حيث تُوجت بيرلا حرب البالغة من العمر 22 عامًا ملكة جمال لبنان للعام 2025، متألقة بفستان من نيكولا جبران وتاج مرصّع بالماس والأحجار الكريمة من مجوهرات معوّض، صُمم على شكل أرزة خضراء ترمز إلى لبنان. تقدمت الملكة الجديدة على وصيفاتها: كلوي خليفة وصيفة أولى، كارلا دحداح وصيفة ثانية، ياسمينا الحلبي وصيفة ثالثة، وسارة سماحة وصيفة رابعة، فيما حصلت ساندي عيد على لقب “أجمل ابتسامة”.
وفي أول تصريح لها، لم تُخف بيرلا دموعها وهي تقول: “شعوري لا يوصف… أنا سعيدة لأنني سأتمكن من إيصال رسالتي ولأنني حققت حلمي. لبنان كلك أمل، لا تستسلم ولا تيأس… نحنا منوقف على إجرينا وهيك بدنا نكون.” وأكدت أن مشروعها الأول سيكون دعم المرأة، لتكون صوتها وحليفها في مواجهة التحديات. وفي كلمة أخرى خصّت بها الصحافة، دعت كل فتاة إلى أن تتبع حلمها وألا تسمح للعقبات بأن توقفها.
ولا شك أن الحفل لم يكن مجرد تتويج لملكة جمال، بل كان مناسبة لاستذكار دور المرأة اللبنانية كرمز للقوة والصمود. وقد أطلّت ملكة جمال لبنان السابقة ندى كوسا بكلمة وداع مؤثرة قبل تسليم التاج، قالت فيها: “كل بداية لها نهاية، وهذه الرحلة أعطتني الكثير لأكمل حياتي بطريقة إيجابية.” رسالتها بدت وكأنها تسليم شعلة الأمل والالتزام من جيل إلى جيل، لتؤكد أن الألق لا ينطفئ بل يتجدد.
في الختام، جسّد حفل انتخاب ملكة جمال لبنان 2025 أكثر من مجرد احتفال بالجمال، بل كان حدثًا وطنيًا وفنيًا يكرّس صورة لبنان كبلد ينهض دائمًا من تحت الرماد. حمل التاج هذه المرة رسالة مضاعفة: أن الجمال هو التزام ومسؤولية، وأن المرأة اللبنانية تظل منارة للأمل وصوتًا للمستقبل. ومع تتويج بيرلا حرب، يفتح لبنان صفحة جديدة على صعيد الحضور الثقافي والجمالي، ويمنح نفسه نافذة مشرقة على العالم، تؤكد أن البلاد، مهما عصفت بها الأزمات، ستظل قادرة على أن تبهر، أن تحلم، وأن تنجب ملكات يُجدن تمثيلها في الداخل والخارج. لذلك، فإن بيرلا حرب ليست فقط ملكة جمال لبنان، بل رمز لجيل يصرّ على الحياة، ووجه أنثوي ناعم يحمل في ملامحه قوة بلد بأكمله. أمنيات اللبنانيين ترافقها اليوم، بأن تكون مسيرتها المقبلة في مسابقة ملكة جمال الكون محطة مشرقة أخرى، وأن تبقى المرأة اللبنانية، كما كانت دائمًا، عنوانًا للجمال والكرامة والحرية.
يمكنكم نشر مقتطفات من المقال الحاضر، ما حده الاقصى 25% من مجموع المقال، شرط: ذكر اسم المؤلف والناشر ووضع رابط Aghani Aghani (URL) الإلكتروني الذي يحيل الى مكان مصدر المقال، تحت طائلة تطبيق احكام قانون حماية الملكية الفكرية.









