في لحظة بصرية آسرة، ظهرت النجمة اللبنانية كارمن لبّس في مقطع قصير بعنوان “كل الجمل عم تنتهي فيك”، من كتابة سليم ديك وإخراج عبادة شرعاني، نُشر عبر حساب “carmen_lebbos” على إنستغرام، ليعيد إلى الشاشة نغمة رمزية تلامس الحنين، وتستحضر روح زياد الرحباني في زمن بات فيه الصمت أكثر بلاغة من الكلام.المقطع لا يقدّم سردًا تقليديًا، بل يخلق حالة تأملية، فيها من الضوء بقدر ما فيها من الظلال، ومن اللغة بقدر ما فيها من الفراغ. يظهر شخص يحتضن كتابًا في ضوء الشمس، داخل فضاء منزلي هادئ، وكأن الصورة تقول ما تعجز عنه الكلمات. العبارة التي تتصدّر الكادر: “كل الجمل عم تنتهي فيك”، ليست مجرد عنوان، بل مفتاح لفهم الحالة التي يخلقها العمل، والتي ترفض الضجيج وتحتفي بالبساطة، وتعيد الفن إلى مكانه الطبيعي: حيث الكلمة تُقال لتُحسّ، لا لتُشرح.كارمن لبّس، التي لطالما ارتبط اسمها بمشاريع رمزية، تعود هنا إلى الشاشة بلحظة صامتة، لكنها ناطقة بالمعنى. حضورها في هذا العمل لا يُقرأ بمعزل عن علاقتها السابقة بالفنان زياد الرحباني، التي شكّلت في مرحلة من المراحل حالة فنية وفكرية خاصة، جمعت بين المسرح، الموسيقى، والتمرد على السائد. هذه العلاقة، التي كانت محط اهتمام الوسط الثقافي، لم تكن مجرد ارتباط شخصي، بل تداخل إبداعي، حيث ظهرت كارمن في أعمال تحمل توقيع زياد، وشاركت في مشاهد كانت امتدادًا لخطابه الفني، الذي يرفض التزييف ويحتفي بالصدق.في “كل الجمل عم تنتهي فيك”، لا تعود كارمن إلى زياد، بل تعود إلى اللغة التي كانت تجمعهما: لغة الإشارة، والرمز، والعبارة التي تُقال لتُترك معلّقة. المقطع، رغم بساطته التقنية، استطاع أن يحقق تفاعلًا واسعًا، حيث تجاوز عدد الإعجابات 1900 خلال ساعات، وسط تعليقات ركّزت على جمال الصورة، وعمق النص، وحنين الجمهور إلى أعمال تحمل روحًا فنية حقيقية، بعيدًا عن الاستعراض.الهاشتاغات المرافقة، مثل #زياد_الرحباني و#فيروز، ليست مجرد إشارات، بل مفاتيح لفهم النغمة العامة للعمل، الذي يكتب الغنية بلغة الحنين، ويؤكّد أن الفن الحقيقي لا يحتاج إلى صراخ، بل إلى صدق، ويد تعرف كيف تلتقط المعنى حين يمرّ.
يمكنكم نشر مقتطفات من المقال الحاضر، ما حده الاقصى 25% من مجموع المقال، شرط: ذكر اسم المؤلف والناشر ووضع رابط Aghani Aghani (URL) الإلكتروني الذي يحيل الى مكان مصدر المقال، تحت طائلة تطبيق احكام قانون حماية الملكية الفكرية.









