قراءة في ألبوم إليسا “صاحبة رأي”:الحب بين الألم والأمل…باللبناني، الإسباني، الفرنسي والمصري على واحدة ونص!

طرحت ملكة الإحساس إليسا ألبومها الجديد يوم السبت الفائت تحت عنوان “صاحبة رأي” بعد حملة ترويجية كبيرة لهذا الإصدار بالتعاون مع هرم شركات الإنتاج روتانا للمرئيات والصوتيات حيث تضمّن ثمانية عشر أغنية سَبَق وطرحت منها ثلاث أغنيات ألا وهي الأغنية التي تحمل إسم الألبوم، أغنية “هنغنّي كمان وكمان” و”قهوة الماضي”، وهنا سنرصد تفاصيل باقي الأغنيات:

“غلطة وقت” ووجع الحب

هذه الأغنية باللهجة اللبنانية، من كلمات وألحان أيمن قميحة، توزيع كميل خوري. وهي تتمحور حول موضوع محاولة نسيان الحبيب وتجاهل الجرح الذي سبّبه للحبيبة لكنها تفشل في ذلك حيث يقول مطلعها: “حلفت بعدك رح اتغيّر واشتقت وبعدك فيي أثر وحرقت صور الشوق وأكتر رح احرقهن كلن…”، أما اللّازمة في هذه الأغنية فهي:” بتقول قلبي قاسي؟ قول من وجعي سكتت وما تقول لعملتو فيّي كان غلطة وقت كان غلطة وقت….”.

“وفي” وخطيئة الخيانة

أيضاً من الأغنيات اللبنانية في هذا الألبوم نذكر أغنية “وفي”، وهي من كلمات علي المولى، ألحان جمال ياسين، توزيع كميل خوري، يُستهل مطلعها:”عا قد ما إنت وفي عا قد ما إنت خاين متل اللي عم يقطع نفس تا يشوف إذا بيضاين لو قد ما أوفيا كنا بيضل في ناس بتعجبنا ما حدا يعمل فيها ملاك كلنا خننا وانخننا”، بهذه الكلمات نستشف أنّ الأغنية المذكورة تُعالِج موضوعاً غنائياً حول الخيانة من زاوية مختلفة لم تُتَداول في السابق، كما يتّسم لحنها بتوزيع موسيقي غربي مع آلة الجيتار الإلكتروني.

“على حس حكايتنا” وألم الذكريات!

هذه الأغنية المصرية تتعاون فيها إليسا مع الفنان المصري رامي جمال لناحية الكلمات والألحان، وهي من توزيع وسام عبد المنعم الذي إعتمد على Beat غربي، أما لناحية كلماتها فهي تتمحور حول توجيه العتاب لحبيب الماضي ولومه على نسيانه قصة الحب الجميلة التي جمعتهما حيث يقول مطلعها: “في ذكريات عايشة معانا لحد نهايتنا وتعبت أعيش في البعد أنا… على حس حكايتنا يرضيك تغيب وأغيب ونبقى نهينا دنيتنا قولي أعمل إيه”.

“عظيمة” و “وراء كل رجل عظيم امرأة…!”

هي أيضاً أغنية مصرية تجمع ملكة الإحساس بكل من الشاعر نادر عبد الله، المُلحّن محمد رحيم، والموزّع الموسيقي أحمد إبراهيم. يقول مطلعها: “كنت دايماً تحت ضغط كنت دايماً تحت رحمة حبي ليك كنت مش بلاقيلي شط كنت بغرق كل ما استنجدت بيك كنت دايماً حاسة جنبك بالهزيمة لما ببقى وراك وما تشوفنيش عظيمة اكتأبت كتير بسببك وارتبكت فـ عيشتي جنبك وارتكبت فـ حق نفسي معاك جريمة “. اللافت أنّ كلمات هذه الأغنية إستعانت بشكل غير مباشر بالمعنى الجوهري للمقولة الشهيرة “وراء كل رجل عظيم امرأة” وتحديداً في العبارة التي تقول “لما ببقى وراك وما تشوفنيش عظيمة”. أما صناعة الموسيقى في هذه الأغنية فتمتاز بأنّ لحنها وتوزيعها يتلاءَم مع الخامة الصوتية لإليسا بشكل كبير كأنّها “فُصِّلت لها” إن جاز التعبير.

“سمعني” بالإحساس …

كلمات أسامة مصطفى، ألحان سامر أبو طالب، توزيع جورج قسيس، ويقول مطلعها باللهجة اللبنانية:”لما بقلك روح مش معناتا فل معناتا إبقى قد ما فيك من ميل لميل لا تفارق يمي قصص كتير ما بتعرفها مش كل اللي مخبا بقلبي بيطلع من تمي كتير حكي ما بينحكى اسمعني بإحساسك إفهم شو بتقول النظرة وشو معنى اللمسة كتير إشيا بهالدني ما منقولها كلام مرة بتنقال بتنهيدة ومرة باللمسة”، لذلك تُسلّط هذه الأغنية الضوء على عجز الكلمات عن توصيف بعض حالاتنا العاطفية التي تختلج في أنفاسنا بهدف التعبير عنها.

“إلي الله” أكبر من الحبيب الأناني!

كلمات عمر ساري، ألحان محمد بشار، توزيع كميل خوري، تستنجد إليسا في هذه الأغنية بالله عزّ وجل من ظلم الحبيب الذي إختار متاع الدنيا وإبتعد عن المبادئ السامية في الحب إذ تقول كلمات هذه الأغنية اللبنانية:
“إلي الله وإلك الدني عيش فيها قد ما فيك أنا والله مقهورة عا حالي مش زعلاني عليك سمّيتك فرحة عيني وخبّيتك حتى من عيني وبغدرك بكّيتها لعيني وخاب ظني فيك من اليوم وبالرايح بطّل فيها نحنا من اليوم وبالرايح اختلفت ملامحنا إلك الدني اللي اخترتها وإلي الله الأكبر منك”.

ما لفتنا أيضاً في هذه الأغنية أنّه وبالرغم من مغناها الشرقي لكن تمّ الإعتماد على الآلة الغربية “ساكسفون” في توزيعها الموسيقي ما أضفى عليها نفحة مميزة.

“أغانينا” على الطريقة الإسبانية!

هذه الأغنية المصرية تُصنَّف باللون الإيقاعي الراقص الذي يجمع النمط الغنائي الشرقي والغربي لناحية الكلمات واللحن على حد سواء حيث تتضمّن مقاطع غنائية إسبانية بالتعاون مع الفنان Ledes Diaz ، وهي كلمات محمد قاياتي، ألحان محمد يحيى، توزيع عادل حقي. ويقول مطلعها:”غنينا اغاني غير الاغاني ماحنا لينا اغانينا الناس ليهم معاني غيرنا وانت وانا لينا معانينا يا سنين يا سنين وافقيلنا نعيش ناسيين اللي ورانا…”.

أما المقطع الإسباني فيقول:” Como vamos a vivir y si Te hicieron dano, Cerrar la herida Mami dame la clusiva Te pienso en la noche Te pienso y si te caes yo te levanto Juntos podemos llegar a lo mas alto y si te caes yo te levanto Juntos podemos llegar a lo mas alto”.

“مباحة ليك” والكرامة قبل الحب…

هي أغنية مصرية تتعاون فيها ملكة الإحساس مع الشاعر بهاء الدين محمد، المُلحِّن أحمد الزعيم، والموزّع الموسيقي نور. يقول مطلعها:”يعني لا عيني جت فـ عينيك ولا فكرت فـ لحظة فيك ولا حتى بان عليا حاجة تدل على إعجابى بيك ولا حتى وأنا مش واخده بالي غلطت وإتدلعت عليك وبرضه إديت الحق لنفسك تضايقنى وتعدي حدودك وبنظرات عينك تخنُقني بقيت كارهة وجودك مين اللى قلك إنك إنت أى واحده مُباحه ليك”. من خلال هذه الكلمات نستشف أنّ الأغنية تتمحور حول عزّة نفس وكبرياء الأنثى التي ترفض الإنصياع وراء رجل مهما كانت تعشقه أو معجبة به فهي ترفض أن تكون “مُباحة” له حرصاً على كرامتها. ولقد إختار صنّاع هذه الأغنية إعتماد لحناً إيقاعياً سريعاً -نوعاَ ما- بتوزيع غربي.

“حبة اهتمام” وتعاون جديد بين إليسا وزياد برجي

هي الأغنية التي تجمع إليسا بالفنان اللبناني الشامل زياد برجي بعد نجاحاتهما السابقة معاً، وهي من كلمات أمير طعيمة، توزيع موسيقي أحمد إبراهيم. يقول مطلعها: “مش عايزة منك اني أعيش دنيا ولا الأحلام مش عايزة منك وعد يطلع في النهاية كلام كل اللي طالباه إني أحس بحبة اهتمام أحلامي ابسط من اللي ممكن يوم تتخيلو عايزة أما ترمي عليا حمل ابقى قادرة اتحملو ولو مشيت وياك طريق في الآخر أكملو”.

كما تُعَد هذه الأغنية من اللون الكلاسيكي الذي يتناسب مع الهوية الغنائية لإليسا حيث إجتمع إحساس مُلحِّن الأغنية أي الفنان زياد برجي مع إحساس إليسا لتقديمها بهذا الشكل المُرهَف.

“هعتبرك مت” وجرأة الكلمات!

هذه الأغنية المصرية هي من كلمات بهاء الدين محمد، ألحان مدين، وتوزيع أحمد عبد السلام. تتّسم كلمات هذه الأغنية بالجرأة الغنائية حيث تدعو الحبيبة على حبيب الماضي حتى أنها تعتبره بمثابة شخص متوفّي وتُعبّر عن فرحها بموته “المجازي” إذ تقول كلماتها:”ح اعتبرك مت ومن بكرا أنا ح البس أبيض وأخلي أصحابي وأهلي يهنوني ح اعتبرك مت ولو جاني مخلوق بعينيه ينكر موتك ح اعتبره أنا زيك فـ عيوني أنا ح أمنع حد يجيب سيرتك وح اشيل من صوري كمان صورتك ولحد ما أكره روحك فيك ح اعتبرك مت لكن عمري ما ح أقول في خيالي الله يرحمه واللي يحبني يدعيلي عليك”.

“أنا شبه نسيتك” بعد الفراق…

هي أيضاً أغنية مصرية كلاسيكية تعتمد على الإحساس الغنائي، من كلمات أمير طعيمة، ألحان وليد سعد، توزيع أحمد إبراهيم. تتمحور حول تجاوز الحبيبة لِمحْنة نسيان الحبيب بعد الفراق بسبب جرحها منه حيث يقول مطلعها: “أنا شبه نسيتك تقريبا كده بفتكرك على فترات متباعدة أنا شبه نسيتك قلبي فـ نسيانك ما بقاش محتاج أي مساعدة تلقائي وبالوقت الوجع اللي انا فيه بيروح وبدأت ألاقي حاجات في حياتي كتيرة أهم مش بشغل بالي فـ جزء بسيط مجروح في الروح ده ما فيش جرح بيفضل مفتوح لازم بيلم”.

“ليك لوحدك” والحب “الأفلاطوني”

كلمات أسامة مصطفى، ألحان محمد يحيى، توزيع أحمد عبد السلام، وهي أغنية “أفلاطونية” في الحب إذ تتغنّى فيها إليسا بمدى تعلّقها بالحبيب، فَيقول مطلعها:”أنا كلي ليك لوحدك ودي مش محتاجه شرح دا يادوب من حضن واحد خفيت من ألف جرح لو حبك يبقى موتي مين قلك عايزة اعيش اصلاً موتي الحقيقي لو يوم ما حضنتنيش امتى اللي حبوا كانوا يا حبيبي بيعقلوا؟ ما اتخيلتش مكان من غيرك ادخله سيب اللي يقول يقول شايلاك في عنيا دول مين داق الحب مره مش سهل يبطله”.

“وإنت قصادي” مع السعادة في الحب!

هي أغنية مصرية إيقاعية فَرِحة وتتمحور حول السعادة في الحب مع الشريك، من كلمات ملاك عادل، ألحان مدين، توزيع أحمد عبد السلام، يقول مطلعها: “وإنت قصادي أنا للأحلى معاك بتغير وبتتغير وياك قوانين الدنيا دي ممكن واحد زائد واحد تبقى بواحد لأ والحلو بيكمل عادي لما عرفتك بس عرفت الفرح وجاني أنا لو ينفع أحب تنين أحبك تاني أنا علشانك وإنت كمان يا حبيبي عشاني مش هينفع تاني تبقى عني بعيد”.

“بنحب الحياة” وبِالبلدي المصري “إرقص كده على واحدة ونص”!

هي أيضاً من الأغنيات المصرية في هذا الألبوم، من كلمات نصر محروس، ألحان محمد رحيم، وتوزيع أمير محروس، أما موضوعها الغنائي فهو يبث الطاقة الإيجابية لحب الحياة ضمن رسالة أمل وتفاؤل، يقول مطلعها:”إحنا بنحب الحياة واللي بيحبو الحياة أهلا بيهم عندنا في عمرنا في قلبنا منقول للحب آه ونقول للكره لا والليلة متجمعين أجمل أحباب في عمرنا”.

أما المُميّز في لحنها وتوزيعها فهو دمجها بمقطع موسيقي من اللون “البلدي” المصري مع عبارة “إرقص كده على واحدة ونص”.

“…”Mourir sur scène إليسا تُغنّي داليدا…

تعتاد إليسا في السنوات الأخيرة على تقديم أغنية من أعمال أحد كبار نجوم الغناء بطريقة Cover في ألبوماتها حيث تُعيد توزيعها وغنائها، أما في ألبومها الجديد، لقد إختارت إليسا تقديم أغنية الراحلة داليدا Mourir sur scène، وكانت سبق وغنّتها إليسا في حفلها على مسرح الأولمبيا في فرنسا، وهي إحدى أشهر أغنيات الراحلة داليدا، كما تتطلّب إحساساً عالياً في غنائها وتقول كلماتها التي ألّفها كل من Jeff Barnel و Michael Jouveaux عام 1983:
“ Viens, mais ne viens pas quand je serai seule Quand le rideau un jour tombera Je veux qu’il tombe derrière moi Viens, mais ne viens pas quand je serai seule Moi qui ai tout choisi dans ma vie Je veux choisir ma mort aussi Il y a ceux qui veulent mourir un jour de pluie Et d’autres en plein soleil Il y a ceux qui veulent mourir seuls dans un lit Tranquilles dans leur sommeil Moi je veux mourir sur scène Devant les projecteurs Oui je veux mourir sur scène.”

ننوّه بأنّ هذا الألبوم يحمل رقم الثاني عشر في مسيرة إليسا ويحمل عنوان “صاحبة رأي” لأنه بمثابة إختصار لمسيرتها الفنية التي إنطلقت منذ عام 1999 ليكون بمثابة تتويج لمشوارها الفني من عشرين عاماً لغاية اليوم، لذلك تضمّن الألبوم إعادة نشر صور قديمة لِملكة الإحساس حيث ترصد أبرز محطاتها الفنية خلال تلك السنوات. كما تتضمّن الصورة الترويجية للألبوم مجسّماً لفاكهة الرمان، وهذه الفاكهة تحمل معنى رمزي يدل على الخلود، فبحسب الأساطير الإغريقية (اليونانية) يُقال أنّ الرمان هو الطعام المفضّل لدى آلهة أوليمبوس لأنه يمنح الخلود، إلى جانب رمزيته للخصوبة والمستقبل السعيد، فيما يحمل الرمان أيضاً رمزاً روحياً دينياً حيث يرمز إلى الولادة الجديدة وأمل القيامة. وبذلك تكون إليسا قد كرّست هذه الرمزية الدلالية للرمان   لتصف مسيرتها الفنية.