في خطوة مفاجئة أثارت جدلًا واسعًا في الأوساط الفنية والجماهيرية، سُحب فيلم “هابي بيرث داي” للنجمة نيللي كريم من دور العرض المصرية بعد مرور سبعة أيام فقط على بدء عرضه التجاري، وذلك من دون أي حملة دعائية تُذكر، رغم ترشيحه رسميًا لتمثيل مصر في سباق جوائز الأوسكار لعام 2026 عن فئة أفضل فيلم دولي ناطق بغير الإنجليزية.الجمهور، الذي فوجئ بانسحاب الفيلم السريع من الصالات، عبّر عن استغرابه من غياب الترويج الإعلامي، خصوصًا أن العمل يحمل توقيع أسماء بارزة في صناعة السينما، ويُعدّ من أبرز الإنتاجات المصرية لهذا العام. إلا أن الشركة المنتجة سارعت إلى توضيح خلفيات القرار، مؤكدة في بيان رسمي أن العرض المحدود جاء التزامًا بشروط الأكاديمية الأميركية لفنون وعلوم السينما، والتي تشترط أن يُعرض الفيلم تجاريًا في صالة سينما واحدة على الأقل، ويكون متاحًا للجمهور قبل تاريخ 25 أيلول من كل عام، كي يُصبح مؤهلًا للمنافسة على الجائزة.وبناءً على هذا الشرط، قررت الشركة طرح الفيلم في دار عرض واحدة بالقاهرة، بعدد محدود من التذاكر، لمدة أسبوع فقط، على أن يُعاد إطلاقه رسميًا بحملة دعائية موسعة ابتداءً من 17 تشرين الأول المقبل، بالتزامن مع عرضه في افتتاح مهرجان الجونة السينمائي، حيث يُنتظر أن يحظى الفيلم بزخم إعلامي وجماهيري كبير.الفيلم من إخراج سارة جوهر، التي حققت من خلاله إنجازًا غير مسبوق في مهرجان ترايبيكا السينمائي الدولي، إذ حصد ثلاث جوائز كبرى: أفضل فيلم عالمي، أفضل سيناريو، وأفضل مخرجة، لتصبح بذلك أول مخرجة مصرية وعربية تنال هذا الثلاثي الذهبي في تاريخ المهرجان.تدور أحداث “هابي بيرث داي” حول الطفلة “ضحى”، التي تحلم فقط بحضور عيد ميلاد، في سرد إنساني عميق يعكس التفاوت الطبقي وانعكاساته على العلاقات اليومية. السيناريو من كتابة محمد دياب بالمشاركة مع جوهر، ويشارك في بطولته نخبة من النجوم، بينهم نيللي كريم، حنان مطاوع، وشريف سلامة.الانسحاب المبكر من الصالات، وإن بدا غريبًا، يندرج ضمن استراتيجية إنتاجية دقيقة تهدف إلى ضمان أهلية الفيلم للمنافسة الدولية، ويؤكد أن السينما المصرية بدأت تخطو بثقة نحو المنصات العالمية، ليس فقط عبر المحتوى، بل أيضًا من خلال فهم قواعد اللعبة الدولية.
يمكنكم نشر مقتطفات من المقال الحاضر، ما حده الاقصى 25% من مجموع المقال، شرط: ذكر اسم المؤلف والناشر ووضع رابط Aghani Aghani (URL) الإلكتروني الذي يحيل الى مكان مصدر المقال، تحت طائلة تطبيق احكام قانون حماية الملكية الفكرية.









