شهد “قصر العدل” في بيروت (المتحف)، صباح اليوم، حدثًا قضائيًا بارزًا تمثّل في انعقاد جلسة الاستجواب التمهيدية للفنان اللبناني فضل شاكر أمام القاضي بلال الضناوي، وذلك في إطار الدعوى المقامة ضده من الشيخ هلال حمود، والتي تشمل أيضًا الداعية أحمد الأسير ومجموعة من المتهمين، بتهمة تأليف عصابة مسلّحة ومحاولة القتل، على خلفية أحداث عبرا التي وقعت عام 2013 في مدينة صيدا جنوب لبنان.الجلسة التي لم تستغرق سوى دقائق معدودة، اقتصرت على طرح أسئلة عامة تتعلق بالدعوى، دون الدخول في تفاصيل أو إصدار أي قرارات. وقد تزامن وصول فضل شاكر إلى المحكمة مع إجراءات أمنية مشددة، وسط حضور إعلامي كثيف، في أول ظهور رسمي له أمام القضاء اللبناني منذ تسليمه نفسه للسلطات في الرابع من تشرين الأول/أكتوبر الجاري، بعد أكثر من عشر سنوات من التواري داخل مخيم عين الحلوة.وتعود وقائع القضية إلى ما قبل اندلاع المواجهات المسلحة في عبرا، حيث يُتهم شاكر بالمشاركة في الاشتباكات التي أودت بحياة عدد من عناصر الجيش اللبناني، ما دفعه إلى الفرار من العدالة والبقاء في حالة ملاحقة قضائية طويلة الأمد.وبحسب مصادر قانونية، فإن الجلسة التمهيدية تُعدّ إجراءً إجرائيًا ضروريًا قبل بدء المحاكمة العلنية، وتهدف إلى تثبيت الإفادات ومراجعة بنود الاتهام، دون أن تحمل في طياتها أي أحكام أو قرارات حاسمة. وقد حدّدت المحكمة تاريخ 15 كانون الثاني/ يناير 2026 لانطلاق أولى جلسات المحاكمة العلنية، حيث يُنتظر أن يُدلي فضل شاكر بدفاعه ومطالبه القانونية.على الصعيد الشعبي، أثار ظهور شاكر أمام القضاء جدلًا واسعًا، إذ تصدّر اسمه قائمة الترند على منصة “إكس”، وتنوّعت التعليقات بين من اعتبر خطوته بادرة توبة واستعدادًا للمصالحة، وبين من شدّد على ضرورة أن تأخذ العدالة مجراها الكامل قبل التفكير في أي عودة فنية محتملة.ويرى مراقبون أن حضور شاكر شخصيًا إلى المحكمة يعكس رغبة واضحة في طيّ صفحة الماضي، واستعادة حياته الطبيعية والفنية، في حين تبقى فصول القضية مفتوحة على احتمالات متعددة، بين الفن والقانون، إلى أن يقول القضاء كلمته الفصل مطلع العام المقبل.
يمكنكم نشر مقتطفات من المقال الحاضر، ما حده الاقصى 25% من مجموع المقال، شرط: ذكر اسم المؤلف والناشر ووضع رابط Aghani Aghani (URL) الإلكتروني الذي يحيل الى مكان مصدر المقال، تحت طائلة تطبيق احكام قانون حماية الملكية الفكرية.









