في خطوة أعادت اسمه إلى الواجهة بعد سنوات من الغياب، سلّم الفنان اللبناني فضل شاكر نفسه رسميًا إلى مخابرات الجيش اللبناني، منهياً بذلك مرحلة طويلة من التواري داخل مخيم عين الحلوة، حيث كان يواجه أحكامًا غيابية على خلفية أحداث عبرا عام 2013. هذه الخطوة أثارت موجة من التفاعل في الأوساط الفنية والقانونية، وفتحت الباب أمام تساؤلات جدية حول مصيره القضائي، وما إذا كانت هذه المبادرة ستقوده نحو محاكمة عادلة بعيدًا عن التجاذبات السياسية والإعلامية التي رافقت قضيته لسنوات.المحامية أماتا مبارك، وكيلة فضل شاكر، أكدت في تصريحات إعلامية أن موكلها بريء من جميع التهم المنسوبة إليه، مشددة على أنه لا تربطه أي علاقة بالموقوفين الآخرين لدى السلطات اللبنانية، وأن الروايات التي تشير إلى وجود صلة بينه وبينهم لا تستند إلى أي أدلة قانونية. وأضافت أن شاكر اتخذ قرار تسليم نفسه منذ فترة، لكنه انتظر اللحظة المناسبة لضمان معالجة قضيته في مناخ قضائي نزيه، مشيرة إلى أن المؤشرات الحالية توحي بوجود إرادة قضائية أكثر توازنًا، مما يعزز فرص حصوله على محاكمة تستند إلى الوقائع لا إلى الانطباعات أو الحملات الإعلامية.من جانبه، أوضح المحامي اللبناني رالف طنوس أن تسليم فضل شاكر نفسه يُسقط الأحكام الغيابية الصادرة بحقه، ويُعيد فتح الملفات أمام المحكمة العسكرية الدائمة، حيث سيُعاد استجوابه في أربع قضايا رئيسية، أبرزها التحريض على العنف، تمويل مجموعات مسلحة، والمشاركة في أحداث عبرا التي وقعت بين الجيش اللبناني ومجموعة الشيخ أحمد الأسير. وأشار طنوس إلى أن السيناريوهات القانونية المحتملة تتراوح بين عقد جلسات متتالية تصدر بعدها الأحكام، أو منحه إخلاء سبيل مشروط بكفالة مالية ومنع من السفر، ريثما تُستكمل التحقيقات مع المتورطين الآخرين.فضل شاكر، الذي ارتبط اسمه بصوت الطرب الأصيل وأغنيات شكلت وجدان جيل كامل، يجد نفسه اليوم في مواجهة مسار قضائي معقّد، وسط حملة دعم واسعة من جمهوره وعدد من الشخصيات الفنية، الذين يطالبون بمنحه فرصة الدفاع عن نفسه أمام القضاء، بعيدًا عن أي اعتبارات سياسية أو إعلامية قد تؤثر على مسار المحاكمة.وفي انتظار ما ستؤول إليه التحقيقات والجلسات المقبلة، يبقى فضل شاكر في عهدة القضاء اللبناني، وسط ترقب كبير من الرأي العام حول ما إذا كانت هذه الخطوة ستفتح صفحة جديدة في حياته الفنية والقانونية، أم أنها ستعيد تسليط الضوء على واحدة من أكثر القضايا تعقيدًا في الوسط الفني اللبناني.
يمكنكم نشر مقتطفات من المقال الحاضر، ما حده الاقصى 25% من مجموع المقال، شرط: ذكر اسم المؤلف والناشر ووضع رابط Aghani Aghani (URL) الإلكتروني الذي يحيل الى مكان مصدر المقال، تحت طائلة تطبيق احكام قانون حماية الملكية الفكرية.









