قدّمت النجمة اللبنانية كارمن لبّس مطلعًا وجدانيًا بخط يدها حمل عبارة: “هيدا مصطلح يستخدم ببلادنا… صارت فوق الأربعين”. هذه الكلمات القصيرة بدت كخاطرة رمزية لكنها محمّلة بالمعاني، إذ وضعت عمر المرأة في قلب النقاش، لتعيد التفكير في الصورة النمطية التي ترافق النساء بعد تجاوز الأربعين. في المجتمعات العربية، غالبًا ما يُنظر إلى عمر المرأة من زاوية اجتماعية ضيقة، حيث يُربط بالزواج أو الإنجاب أو حتى بقدرتها على الاستمرار في العمل الفني أو المهني. لكن ما كتبته كارمن لبّس يفتح زاوية جديدة، إذ يضع العمر في سياق وجداني واجتماعي أوسع، ليقول إن المرأة التي تجاوزت الأربعين ليست مجرد رقم، بل شخصية تحمل خبرات وتجارب تجعلها أكثر قوة ووعيًا. الخاطرة التي ظهرت في الفيديو بخط اليد على دفتر بسيط، حملت طابعًا جعلها أقرب إلى رسالة شخصية موجهة لكل امرأة. هذا الأسلوب عزّز من قوة النص، حيث بدا وكأنه اعتراف داخلي أو تأمل صادق في واقع النساء، بعيدًا عن التهويل أو المبالغة. كارمن لبّس، التي اعتاد الجمهور على حضورها القوي في الدراما اللبنانية والعربية، اختارت هذه المرة أن تعبّر عن قضية إنسانية تخص المرأة تحديدًا، لتؤكد أن الفن ليس فقط وسيلة للترفيه، بل مساحة للتفكير في قضايا اجتماعية حساسة. فالمرأة التي “صارت فوق الأربعين” تواجه تحديات مضاعفة، سواء في نظرة المجتمع إليها أو في محاولتها الحفاظ على حضورها المهني والشخصي. اللافت أن النص القصير لم يتحدث عن العمر كعائق، بل كمرحلة جديدة تحمل إمكانات مختلفة. هذا الطرح ينسجم مع النقاشات الحديثة حول حقوق المرأة وتمكينها، حيث يُنظر إلى النضج كقيمة مضافة وليس كمرحلة تراجع. ومن هنا، يمكن اعتبار ما كتبته كارمن لبّس بمثابة دعوة لإعادة النظر في الصورة النمطية التي تلاحق النساء بعد الأربعين، وإبراز أن العمر يمنحهن قوة إضافية لا تُختزل في أرقام. وبين من قرأ النص كإشارة إلى النضج، ومن رآه انعكاسًا لواقع اجتماعي يخص النساء، يبقى المؤكد أن كارمن لبّس نجحت في أن تجعل من مطلع قصير مادة للنقاش حول قضايا المرأة، وأن تؤكد أن العمر ليس نهاية، بل بداية لمسار جديد مليء بالوعي والتجارب.
يمكنكم نشر مقتطفات من المقال الحاضر، ما حده الاقصى 25% من مجموع المقال، شرط: ذكر اسم المؤلف والناشر ووضع رابط Aghani Aghani (URL) الإلكتروني الذي يحيل الى مكان مصدر المقال، تحت طائلة تطبيق احكام قانون حماية الملكية الفكرية.









