قلّد رئيس مجلس الوزراء الدكتور نواف سلام، الفنان المسرحي رفعت طربيه وسام الاستحقاق اللبناني، الذي منحه إياه رئيس الجمهورية العماد جوزف عون، تكريمًا لمسيرته الفنية والثقافية التي امتدت على مدى 53 عامًا. جاء هذا التكريم عقب عرض مسرحية “هاملت الأمير المجنون” في السرايا الكبير، بدعوة من الرئيس سلام وزوجته السيدة سحر، مساء أمس، في أمسية حضرها عدد من الشخصيات الرسمية والثقافية.
شهد الحفل حضور الرؤساء السابقين أمين الجميل، ميشال سليمان وزوجته السيدة وفاء، فؤاد السنيورة، تمام سلام، إلى جانب نائب رئيس مجلس الوزراء الدكتور طارق متري، وعدد من الوزراء الحاليين والسابقين، والنواب، والسفراء، وممثلين عن الهيئات الثقافية والفنية والإعلامية.
وقبيل بدء العرض، أعلن الرئيس سلام: “كما وعدنا، سيكون السرايا الكبير منبرًا للنشاطات الثقافية، لأن الثقافة تبني الأوطان.” وأشار إلى أن طربيه أدى دور “هاملت” لأول مرة عام 1973 بإخراج منير أبو دبس، ويعود اليوم إلى الدور ذاته بعد خمسين عاماً بنسخة جديدة أعدها جيرار أفيديسيان وأخرجتها لينا أبيض، محوّلاً العمل من مسرحية جماعية إلى عرض من ممثل واحد.
أدى طربيه دوره بإتقان، مجسدًا الصراع النفسي العميق لهاملت، وقدم أداءً مؤثرًا نال إعجاب الحضور. وعقب انتهاء العرض، قال الرئيس سلام: “تقديرًا لمسيرته الفنية والثقافية، شرّفني فخامة الرئيس بأن أقلد الفنان رفعت طربيه وسام الاستحقاق اللبناني.”
من جهته، عبّر طربيه عن تأثره قائلاً: “أنا متأثر جداً بهذا التكريم، هذه أول مرة أشعر بأن الدولة تلتفت إليّ بهذا الشكل. منذ 53 عامًا وأنا أعمل من أجل لبنان، وهذه اللفتة تعني لي الكثير.” وأضاف: “نقدم اليوم مسرحية في السرايا، وهذا أمر يجب تسجيله في تاريخ الفن والثقافة اللبنانية.” واستذكر طربيه انطلاقة النسخة الجديدة من “هاملت” خلال انتفاضة 17 تشرين عام 2019، حيث تم تقديمها لأول مرة بحضور الرئيس الجميل. وختم بالقول: “أشعر اليوم بوجود دولة ورجال دولة. شكراً لفخامة الرئيس، وللرئيس نواف سلام، وللسيدة سحر.”
ختاماً، لا مناص من القول أنّه بدا جليًا أن هذا التكريم لم يكن مجرد احتفاء بفنان مخضرم، بل رسالة واضحة من الحكومة بأنها تعي أهمية الثقافة والفن في صياغة الهوية الوطنية وتعزيز الانتماء. فقد أظهر رئيس مجلس الوزراء، من خلال هذا الحدث الرمزي في قلب السرايا الكبير، التزامًا صادقًا بجعل الثقافة جزءًا لا يتجزأ من العمل العام، ومكوّنًا أساسيًا من مشروع الدولة الراعية لمبدعيها. إن وقوف الدولة إلى جانب رموزها الثقافية هو تأكيد على أن لبنان، برغم أزماته، لا يزال يعرف كيف يكرّم من زرعوا فيه الجمال والفكر والنضال الفني المستمر.
يمكنكم نشر مقتطفات من المقال الحاضر، ما حده الاقصى 25% من مجموع المقال، شرط: ذكر اسم المؤلف والناشر ووضع رابط Aghani Aghani (URL) الإلكتروني الذي يحيل الى مكان مصدر المقال، تحت طائلة تطبيق احكام قانون حماية الملكية الفكرية.












