توفيت الممثلة الجزائرية الشهيرة باية بوزار، المعروفة باسم “بيونة”، الثلاثاء في الجزائر العاصمة عن عمر يناهز 73 عامًا، بعد صراع طويل مع المرض، بحسب ما أعلن التلفزيون العمومي.
وتعد بيونة إحدى أبرز رموز السينما الجزائرية، كما نالت شهرة واسعة في فرنسا حيث شاركت في عدد من الأعمال السينمائية هناك.
وُلدت بيونة في 13 سبتمبر 1952 في حي بلوزداد الشعبي وسط العاصمة الجزائرية، وبرزت لأول مرة على الساحة الفنية الجزائرية عام 1973، حين كانت تبلغ من العمر 19 عامًا، من خلال مشاركتها في المسلسل التلفزيوني الشهير “الحريق”، المقتبس عن رواية الكاتب محمد ديب الصادرة عام 1954. هذا العمل منحها شهرة واسعة، لتصبح لاحقًا واحدة من الوجوه المميزة في عالم السينما الجزائرية.
على الرغم من الظروف العصيبة التي عاشتها الجزائر خلال العشرية السوداء، لم تغادر بيونة البلاد، عاكسة التزامها بالفن الوطني وصمودها أمام موجة العنف التي أجبرت العديد من الفنانين على الرحيل.
وفي عام 1999، بعد انتهاء فترة العنف، سافرت بيونة إلى فرنسا للتعاون مع المخرج نذير مخناش في فيلم “حريم مدام عصمان”، لتفتح بذلك صفحة جديدة في مسيرتها الفنية خارج الجزائر.
واستمرت بيونة في تقديم أدوار متنوعة مع المخرج ذاته، أبرزها دور “بابيشا”، راقصة الملهى الليلي في فيلم “فيفا لالجيري” (تحيا الجزائر)، ودور “مدام ألجيري”، المحتالة الماكرة في فيلم “ديليس بالوما”.
كما أثارت الفنانة جدلًا واسعًا بمشاهد جريئة في فيلمها الأخير “رغم تقدمي في السن، ما زلت أختبئ لأدخن” عام 2017، مؤكدًة جرأتها الفنيّة المستمرة حتى سنواتها الأخيرة.
ولم تقتصر أعمال بيونة على السينما الجزائرية، بل امتدت إلى فرنسا، حيث شاركت في أفلام فرنسية بارزة مثل “شرطي بلفيل” عام 2018، مثبتة قدرتها على التأقلم والتألق على مستوى دولي.
وقد أعرب الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون عن تعازيه لعائلة الفقيدة، معتبرًا إياها “واحدة من مشاهير الساحة الفنية، حيث تركت بصمتها بصدقها وبتلقائيتها في مجال التمثيل والأعمال السينمائية الناجحة، ما أكسبها تقديرًا واسعًا على المستويين الوطني والدولي”.
رحيل بيونة يترك فراغًا كبيرًا في عالم الفن الجزائري، ويخلّد إرثًا ممتدًا من الأعمال السينمائية والتلفزيونية التي ستبقى شاهدة على موهبتها الفذة وجرأتها الإبداعية.
يمكنكم نشر مقتطفات من المقال الحاضر، ما حده الاقصى 25% من مجموع المقال، شرط: ذكر اسم المؤلف والناشر ووضع رابط Aghani Aghani (URL) الإلكتروني الذي يحيل الى مكان مصدر المقال، تحت طائلة تطبيق احكام قانون حماية الملكية الفكرية.









