أطلّ الفنان اللبناني جورج خباز ضمن فقرة “25 سؤالًا” عبر برنامج “تفاعلكم” الذي تقدّمه الإعلامية سارة دندراوي، حيث طُرحت عليه مجموعة من الأسئلة التي أجاب عنها بسرعة وعفوية، متناولًا من خلالها جوانب مختلفة من حياته الشخصية والمهنية.
في التفاصيل، وردًا على مفهوم “البساطة”، الذي أشار إليه حين قال: “المبدع الحقيقي لا يمكن أن يعيش إلا ببساطة”، أوضح جورج خباز أن البساطة تعني أن يعيش الإنسان حياة حقيقية، ما يسمح له بالتركيز على إبداعه، أي أن يعيش ببساطة في نمط حياته.
وفي سياق الحديث عن الأدوار التي شكّلت نقطة تحوّل في مسيرته، أشار خباز إلى ثلاثة أعمال عرّفت الجمهور العربي عليه، وهي: “أصحاب ولا أعز”، “براندو الشرق” و”النار بالنار”.
أما فيما يتعلّق برؤيته للفن، فأكّد خباز أن العمل الفني يقوم على ثلاثة أبعاد: ترفيهي، عاطفي وفكري. وقد يفتقر العمل إلى بُعد أو اثنين، لكن المهم أن يُنفَّذ بشكل صحيح، ضمن الإطار المناسب. وشدّد على أن “الضحك النظيف”، غير المبتذل، هدف بحد ذاته في الفن.
وعن حياته الشخصية، وتحديدًا ما إذا كان مضربًا عن الزواج، أجاب: “لا، ولكنني أعشق العزوبية والحرية”، معتبرًا أن هامش الحرية لدى الأعزب أوسع منه لدى المتزوج. ولدى سؤاله “يعني مش رح تتزوج؟”، قال: “لا أحد يعلم”، مشيرًا إلى أنّ القرار شخصي.
وفي إطار مختلف، حين طُلب منه ترشيح كتاب للجمهور، اختار “دمعة وابتسامة” لجبران خليل جبران. كما عبّر عن تمنياته في تناول موضوع الصحة النفسية في لبنان في أحد أعماله المستقبلية.
أما عن الطائفية في لبنان، فرأى خباز أنّ الحل يبدأ من العودة إلى جوهر الإيمان وإلى إنسانيتنا، مؤكدًا أنه وإن كان الأمر صعبًا، إلا أن لا شيء مستحيل.
وبالانتقال إلى تطوّر مسيرته الفنية، أوضح خباز أن لكل مرحلة عنوانها، مشيرًا إلى أنه في بداياته كانت مواهبه تتركز في التمثيل، لكنه اليوم يجد في الكتابة فسحة أوسع للتعبير.
وحين سُئل عن ندمه حول قرار معيّن ، لفت إلى أنه لم يندم على أي قرار ، مضيفًا: “لم أتخذ قرارات مصيرية كانت خاطئة، بل تعلّمت من قراراتي الصغيرة المرتبطة بمهنتي”. وعن حياته لو كانت مسرحية، أجاب مازحًا أن اسمها سيكون: “المسرحجي”.
أما في ما يخص الجوائز، فلفت إلى أن لكل من الجوائز المحلية والعالمية قيمتها الخاصة. فالمحلية تعني له لأنها تقدير من أبناء بلده، أما العالمية فتعني أن هويته وصلت إلى الخارج. وأكّد أن النجاح في الخارج لا يكتمل إن لم يواكبه نجاح محلي.
وبخصوص مسألة الهجرة، أكّد جورج خباز أنه لم يفكر بها يومًا، قائلًا: “أنا من نوع الشجر، لدي جذور، والشجرة قد تموت أو يتغير طعمها إذا تم نقلها”.
وتحدّث عن تأثير الحروب اللبنانية عليه، موضحًا أنها تركت في داخله تناقضات نفسية كبيرة، ساهمت في تشكيل شخصيته الفنية. وأضاف أن هذه التجارب يمكن التعبير عنها فنيًا أو قد تؤذي على المستوى النفسي.
ومن الجمل التي يعتز بها في أعماله، أشار إلى قوله: “نحن وهم، نبدأ فكرة وننتهي ذِكرى، وبين الفكرة والذكرى.. وهم”.
وفيما يتعلق بموضوع الخيانة، اعترف خباز قائلًا: “نعم، لقد خنت عن قصد وأحيانًا عن غير قصد. وعندما يخون الإنسان، فهو يخون ذاته أولًا. خنت نفسي أكثر مما خنت الآخرين، وكلنا نخطئ، فلا أحد كامل”.
وفي ما خصّ السياسة، رفض خباز نيّته دخول هذا المجال قائلاً: “أنا برتبة فنان، فلماذا تريدون إنزالي إلى رتبة سياسي؟”. لكنه أضاف أنه لو تسلّم وزارة ما، لاختار وزارة الثقافة، بهدف تحسين وضع الفنانين وتوفير ضمان صحي واجتماعي لهم عند التقاعد ،إنشاء مسارح جديدة، وتعزيز المناهج الفنية.
وتطرّق إلى أبرز أعماله السينمائية المقرّبة إليه، كاشفًا عن حبه العميق لفيلم “غدي”، كونه أول أعماله السينمائية ويحمل صرخة ضد التمييز تجاه المختلف. كما عبّر عن اعتزازه بفيلم “أصحاب ولا أعز” وفيلم “يونان”، الذي نال عنه جوائز عالمية، أبرزها في هونغ كونغ وإسبانيا. وأضاف أنه صوّر مؤخرًا فيلمًا في كندا، وصفه بالمهم، وسيُعرض قريبًا..
وعن الزمن الذي يودّ العودة إليه، قال: “أتمنى أن أكون مواطنًا لبنانيًا بسيطًا، آخُذ شريكتي إلى مهرجانات بعلبك، لنحضر معًا مسرحية للسيدة فيروز والأخوين الرحباني”.
أما النصيحة التي يقدّمها لجورج في عمر العشرين، فهي: “خفف من قلقك وتوترك، وكن على طبيعتك. وأنت تبحث عن ذاتك، لا تضيعها”.
وفي ختام حديثه، ذكر عددًا من أقرب أصدقائه في الوسط الفني، من بينهم: خالد مزنّر، نادين لبكي، عادل كرم، يورغو شلهوب، طلال الجردي، وسام صباغ، وسينتيا كرم وغيرهم.
وعند سؤاله إن كان يتمنى لو كان صوته جميلًا، قال: “أكيد، وتمنّيت لو كنت جزءًا من كل أغاني السيدة فيروز والأخوين الرحباني، لأنهم صنعوا هوية الأغنية اللبنانية”.
يمكنكم نشر مقتطفات من المقال الحاضر، ما حده الاقصى 25% من مجموع المقال، شرط: ذكر اسم المؤلف والناشر ووضع رابط Aghani Aghani (URL) الإلكتروني الذي يحيل الى مكان مصدر المقال، تحت طائلة تطبيق احكام قانون حماية الملكية الفكرية.









