شهدت منصات التواصل الاجتماعي خلال الأيام الماضية جدلاً واسعاً بعد انتشار مقطع فيديو للفنان المصري الكبير محمد صبحي، ظهر فيه في حالة انفعال تجاه سائقه أثناء خروجه من مهرجان مسرحي. الواقعة التي بدت في لحظة عابرة تحولت إلى مادة للنقاش العام، حيث تباينت ردود الفعل بين منتقدين ومؤيدين، فيما خرج ابن السائق ومحمد صبحي نفسه لتوضيح الملابسات. المقطع المصوّر أظهر صبحي وهو يطلب من سائقه مفاتيح السيارة ليقودها بنفسه، بينما بدا السائق العجوز يعدو خلفه في محاولة للحاق به. المشهد أثار تساؤلات حول طبيعة العلاقة بين الفنان وسائقه، ومدى ملاءمة تصرفه أمام الجمهور، خاصة أن الحفل كان مزدحماً بالحضور والمصورين. تباينت التعليقات بشكل كبير، إذ اعتبر البعض أن تصرف صبحي غير لائق ويعكس نوعاً من الاستهانة بالعاملين معه، بينما رأى آخرون أن الموقف كان نتيجة ضغط نفسي وزحام شديد، خصوصاً أن الفنان كان قد تعافى مؤخراً من وعكة صحية استدعت دخوله المستشفى. هذا التباين في الآراء جعل الواقعة مادة للنقاش حول كيفية تقييم تصرفات الشخصيات العامة في لحظات عفوية. في خضم الجدل، خرج ابن السائق ليدافع عن والده ويوضح أن التأخير لم يكن مقصوداً، وإنما بسبب اضطراره لدخول الحمام للحظات، ما منعه من التواجد بجوار السيارة في الوقت المناسب. وأكد أن والده يرفض أي شكل من الإهانة أو القيام بمهام خارج دوره كسائق، مشيراً إلى أن ما حدث لم يكن سوى سوء فهم بسيط وليس تقصيراً أو ازدراء. من جانبه، نشر محمد صبحي تعليقاً مقتضباً عبر صفحته الرسمية على “فيسبوك” تناول فيه موضوع التعامل مع الآخرين بشكل عام، دون أن يذكر تفاصيل الواقعة أو أسماء، وهو ما فُسّر على أنه رد غير مباشر على الانتقادات. وفي وقت لاحق، أوضح الفنان في تصريح صحفي أنه لم يقصد الإساءة للسائق، بل كان يعتقد أنه موجود بجوار السيارة لحظة قيادته لها بنفسه. كما شدد على احترامه للعاملين معه، مؤكداً أنه تواصل مع السائق لضمان استمرار عمله دون أي انتقاص من حقوقه، ومبرراً رد فعله بالعفوية وظروفه الصحية بعد خروجه من المستشفى. بعض المقربين من صبحي تدخلوا للدفاع عنه، مشيرين إلى أن الانتقادات تجاهلت ظروفه الصحية وسنه الكبير، وأن رد فعله كان طبيعياً في ظل الموقف المزدحم. وأكدوا أن السائق هو من تأخر في التواجد، وأن تصرف الفنان جاء كرد فعل سريع لعفويته الشخصية وليس كنوع من الإهانة. يمكن تلخيص الأزمة في أنها نتجت عن سوء فهم وظرف شخصي عارض للسائق، مقابل رد فعل عفوي من الفنان تحت ضغط الجمهور والزحام. وبينما انقسمت الآراء حول الواقعة، فإنها أبرزت أهمية النظر إلى السياق الكامل قبل إصدار الأحكام السريعة، خاصة عندما يتعلق الأمر بشخصيات عامة لها تأثير واسع في الوسط الفني والمجتمع.
يمكنكم نشر مقتطفات من المقال الحاضر، ما حده الاقصى 25% من مجموع المقال، شرط: ذكر اسم المؤلف والناشر ووضع رابط Aghani Aghani (URL) الإلكتروني الذي يحيل الى مكان مصدر المقال، تحت طائلة تطبيق احكام قانون حماية الملكية الفكرية.









