في زمن تتسارع فيه تقنيات الذكاء الاصطناعي وتتشابك مع يومياتنا، أيقونة الإعلام الفني إسعاد يونس نفسها أمام موجة من التضليل البصري الذي طال اسم برنامجها الشهير “صاحبة السعادة”. فقد انتشرت خلال الأيام الماضية صورة على منصات التواصل الاجتماعي، أُشيع أنها من حلقة جديدة للبرنامج، لتخرج أيقونة الإعلام الفني إسعاد يونس عن صمتها وتضع النقاط على الحروف، مؤكدة أن الصورة لا تمت للحقيقة بصلة وأنها مصنوعة بالكامل بالذكاء الاصطناعي. إسعاد يونس، التي اعتاد جمهورها على صدقها وحرصها على تقديم محتوى فني واجتماعي راقٍ، نشرت عبر حسابها الرسمي على “إنستغرام” الصورة المتداولة، وكتبت عليها كلمة “Fake” بخط واضح وصارم، لتقطع الطريق أمام أي التباس أو تضليل. وأرفقت الصورة بتعليق مباشر جاء فيه: “انتشرت مؤخرًا صورة لي مصنوعة بالذكاء الاصطناعي، لكن الحقيقة أن أي صورة تتعلق ببرنامج صاحبة السعادة تُنشر عبر الصفحات الرسمية فقط، لذا وجب التنبيه بأن بعض الصور المتداولة على منصات التواصل مزيفة”. هذا الموقف الصريح يعكس إدراك إسعاد يونس لخطورة الظاهرة المتنامية، حيث باتت الصور والفيديوهات المزيفة بالذكاء الاصطناعي تنتشر بسرعة وتُحدث بلبلة بين الجمهور، خصوصًا حين ترتبط بأسماء لامعة في الوسط الفني والإعلامي. فالمسألة لم تعد مجرد خطأ عابر أو شائعة عادية، بل أصبحت جزءًا من معركة يومية بين الحقيقة والافتراء، وبين المصدر الرسمي والفبركة الرقمية. ويأتي تحذير إسعاد يونس ليؤكد على أهمية التحقق من المصدر قبل تداول أي محتوى، خاصة في ظل سهولة إنتاج صور وفيديوهات يصعب على المتلقي العادي تمييزها من الحقيقة. كما يسلط الضوء على مسؤولية المنصات الرقمية في مواجهة هذا النوع من التضليل، عبر تعزيز أدوات التحقق والحد من انتشار المحتوى المزيف. برنامج “صاحبة السعادة”، الذي رسّخ مكانته كأحد أبرز البرامج الفنية والاجتماعية في مصر والعالم العربي، لا يحتاج إلى صور مفبركة ليبقى حاضرًا في وجدان الجمهور. بل إن قوته تكمن في صدق رسالته، وفي قدرة إسعاد يونس على تقديم حوارات إنسانية وفنية تعكس روح الثقافة المصرية والعربية. ومن هنا، فإن أي محاولة لتزييف صور مرتبطة بالبرنامج تُعد إساءة مباشرة إلى قيمته الإعلامية وإلى ثقة الجمهور به. في النهاية، يظل موقف إسعاد يونس رسالة واضحة: الحقيقة تُنشر عبر القنوات الرسمية فقط، وكل ما عدا ذلك مجرد ضباب رقمي لا يستحق الالتفات. وبينما يتسع حضور الذكاء الاصطناعي في حياتنا، يبقى الوعي النقدي والتمسك بالمصادر الموثوقة هما السلاح الأهم لمواجهة هذا العصر المليء بالصور المصنوعة والحقائق الملتبسة.
يمكنكم نشر مقتطفات من المقال الحاضر، ما حده الاقصى 25% من مجموع المقال، شرط: ذكر اسم المؤلف والناشر ووضع رابط Aghani Aghani (URL) الإلكتروني الذي يحيل الى مكان مصدر المقال، تحت طائلة تطبيق احكام قانون حماية الملكية الفكرية.









