قبل أن تُعلن عن موعد حفلها المنتظر في العاصمة البريطانية لندن، وضعت الفنانة المصرية أنغام مجموعة من الشروط الصارمة التي شكّلت ملامح هذه العودة الفنية، بعد أزمة صحية دقيقة أبعدتها عن المسرح لفترة ليست قصيرة. لم يكن قرارها بالعودة مجرد خطوة فنية، بل كان مشروطًا بتفاصيل دقيقة تعبّر عن حرصها على تقديم عرض يليق بتاريخها، ويُراعي حالتها الصحية والنفسية في آنٍ واحد.
أنغام اشترطت استخدام أحدث تقنيات الصوت والإضاءة، لتفادي أي خلل قد يؤثر على تركيزها أثناء الغناء، كما طلبت تقليص الكواليس والأنشطة المرافقة للحفل إلى الحد الأدنى، لتجنّب الإرهاق قبل الصعود إلى المسرح. كذلك، أصرّت على إعداد قائمة أغنيات خاصة، تمزج بين أعمالها الكلاسيكية المحبوبة وأحدث إنتاجاتها، لتقدّم لجمهورها رحلة موسيقية متكاملة، لا تعتمد على الاستعراض، بل على الصدق الفني والاتصال الحقيقي مع الجمهور.
هذه الشروط لم تكن مجرد تفاصيل تنظيمية، بل كانت انعكاسًا لحالة أنغام النفسية بعد الأزمة، ورسالة واضحة بأنها تعود بشروطها، وبإرادتها، وبصوتها الذي لم ينكسر. وقد لاقت هذه الخطوة احترامًا واسعًا من جمهورها، الذي رأى فيها تعبيرًا عن نضج فني وإنساني، لا يسعى إلى البهرجة، بل إلى تقديم تجربة صادقة.
أما الحفل نفسه، فقد أُقيم في قاعة “رويال ألبرت هول” العريقة، وسط حضور جماهيري كبير من الجاليات العربية في أوروبا. ومنذ اللحظة الأولى، بدا واضحًا أن أنغام اختارت أن تُغنّي من القلب، بعيدًا عن أي استعراض أو مبالغة. أداؤها كان متزنًا، مؤثرًا، ومشحونًا بالعاطفة، حيث تنقّلت بين أغانيها القديمة والجديدة بسلاسة، وسط تفاعل كبير من الجمهور الذي بدا وكأنه يشاركها لحظة التعافي والعودة.
أنغام، التي واجهت تحديات كثيرة في مسيرتها، أثبتت في هذا الحفل أنها لا تعود فقط لتُغنّي، بل لتُعلن أن الصوت الحقيقي لا يُهزم، وأن الفن الصادق لا يحتاج إلى زينة، بل إلى حضور نابع من القلب. وبين شروطها الدقيقة، ورسالتها الفنية، وتفاعل جمهورها، تحوّل حفل لندن إلى لحظة فارقة تُعيد رسم ملامح المرحلة المقبلة في حياتها الفنية.
يمكنكم نشر مقتطفات من المقال الحاضر، ما حده الاقصى 25% من مجموع المقال، شرط: ذكر اسم المؤلف والناشر ووضع رابط Aghani Aghani (URL) الإلكتروني الذي يحيل الى مكان مصدر المقال، تحت طائلة تطبيق احكام قانون حماية الملكية الفكرية.









