يتسارع قطاع الروبوتات ذات الشكل البشري في الصين، حيث تعمل أكثر من 150 شركة محلية على تطوير أجهزة مدعومة بالذكاء الاصطناعي قادرة على أداء مهام يومية، مستفيدة من سلاسل التوريد القوية والدعم الحكومي المكثف.
ومع ذلك، حذر مسؤول رفيع المستوى في بكين من أن التوسع السريع قد يخلق فقاعة سوقية في هذا المجال الواعد.
أكدت لي تشاو، المسؤولة في لجنة التنمية الوطنية والإصلاح، خلال مؤتمر عقد الخميس، أن “السرعة والفقاعة” هما قضيتان تتطلبان توازناً دقيقاً في تطوير الصناعات الحدودية، وأن الروبوتات البشرية ليست استثناءً.
وشددت على أن القطاع شهد “نموًا هائلاً” خلال السنوات الأخيرة مدفوعًا بالابتكار التكنولوجي والاهتمام المتزايد بالذكاء المجسد، لكنه لا يزال بعيدًا عن مرحلة النضج، مع تأخر تطوير التقنيات الأساسية، والجدوى التجارية، والنشر العملي مقارنة بالحماس المحيط بالصناعة.
وأشار محللو غولدمان ساكس إلى خطر الفائض في القدرة الإنتاجية، موضحين أن الإنتاج يتوسع بسرعة في حين لا توجد طلبات تجارية كبيرة تكفي لامتصاص هذه الكميات.
وأكدت لي أن أكثر من نصف الشركات المطورة للروبوتات البشرية في الصين هي إما ناشئة أو شركات دخلت القطاع من صناعات غير ذات صلة، ما يعزز المنافسة والإبداع لكنه قد يؤدي إلى تشبع السوق بمنتجات متكررة تعيق البحث الهادف وتبطئ التقدم التكنولوجي.
رغم هذه المخاطر، يبقى التفاؤل طويل الأجل مرتفعًا. توقعت شركة الاستشارات Leaderobot أن يصل سوق الروبوتات ذات الشكل البشري في الصين إلى 82 مليار يوان (حوالي 11.6 مليار دولار) بحلول عام 2025، أي ما يمثل نحو نصف المبيعات العالمية.
وفي الوقت نفسه، يستمر القطاع في جذب الانتباه من خلال إنجازات بارزة.
فقد سجل روبوت طورته شركة AgiBot في شنغهاي رقماً قياسياً في موسوعة غينيس بعد أن أكمل مشيًا لمسافة 100 كيلومتر خلال ثلاثة أيام، مسجلاً أطول رحلة لروبوت بشري الشكل على الإطلاق.
كما استضافت بكين أول ألعاب عالمية للروبوتات البشرية في أغسطس- آب، بمشاركة أكثر من 500 “رياضي” روبوتي يتنافسون في فعاليات تتراوح من كرة السلة إلى التنظيف التنافسي.
ويبقى السؤال الأساسي هو ما إذا كان السوق سينمو بشكل مستدام وفق الطلب الفعلي، أو إذا كانت وتيرة الابتكار والإنتاج السريعة قد تتجاوز احتياجات المستهلكين، ما قد يؤدي إلى تصحيح حاد في القطاع في المستقبل القريب.
يمكنكم نشر مقتطفات من المقال الحاضر، ما حده الاقصى 25% من مجموع المقال، شرط: ذكر اسم المؤلف والناشر ووضع رابط Aghani Aghani (URL) الإلكتروني الذي يحيل الى مكان مصدر المقال، تحت طائلة تطبيق احكام قانون حماية الملكية الفكرية.









