سبارك تطلق حملة توعية لحماية الأطفال من مخاطر محتوى "تيك توك"

17:41
16-05-2024
سبارك تطلق حملة توعية لحماية الأطفال من مخاطر محتوى "تيك توك"

في خطوة هامة تهدف إلى حماية الأطفال من مخاطر المحتوى غير المناسب على منصات التواصل الاجتماعي، أطلقت وكالة "سبارك" حملة توعوية جديدة بعنوان "كيف نحمي أطفالنا من محتوى تيك توك". تأتي هذه الحملة في ظل تزايد القلق المجتمعي حول تأثيرات المحتوى الذي يتعرض له الأطفال عبر تطبيق "تيك توك"، والذي يُعد أحد أشهر المنصات بين الشباب والأطفال في العالم.

وتأتي هذه الحملة في وقت حرج، خاصة بعد انتشار خبر القبض على عصابة في لبنان استغلت "تيك توك" لاستدراج الأطفال واغتصابهم، مما أثار صدمة كبيرة في الرأي العام. و في ظل تنامي القلق حول تأثير هذه المنصة على الفئات العمرية الصغيرة.أطلقت وكالة "سبارك" حملة توعية جديدة تهدف إلى حماية الأطفال من المخاطر المحتملة لمحتوى منصة "تيك توك"،

وتهدف حملة "سبارك" إلى تعزيز الوعي بين الأهل والمجتمع حول أهمية حماية الأطفال من المخاطر التي قد تنجم عن استخدام "تيك توك". ويشمل ذلك توعية الأهل بضرورة مراقبة المحتوى الذي يصل إليه أطفالهم، وتوجيههم نحو استخدام المنصة بشكل آمن ومسؤول. وتؤكد الحملة على ضرورة تحديد الأوقات التي يقضيها الأطفال على وسائل التواصل الاجتماعي، وضمان أن تكون حساباتهم على المنصة خاصة وغير متاحة للعامة.

بالإضافة إلى ذلك، تحث الحملة الأهل على توعية أطفالهم بأهمية عدم قبول طلبات متابعة من أشخاص غير معروفين، حتى لو كانوا من المشاهير. كما تشدد على أهمية توجيه الأطفال نحو المحتوى التعليمي والتثقيفي على المنصة، بدلاً من المحتويات الترفيهية فقط.

هذه الحملة تأتي كجزء من جهود أوسع لحماية الأطفال من التأثيرات السلبية لوسائل التواصل الاجتماعي تقوم بها وكالة سبارك ، في وقت تزداد فيه حالات الاستغلال والإيذاء عبر هذه المنصات. وتعتبر خطوة هامة نحو بناء بيئة رقمية أكثر أمانًا للأطفال، حيث يتم تعزيز الوعي بمخاطر هذه الوسائل وطرق الوقاية منها، بالتعاون مع الأهل والمجتمع.

الحملة، التي انطلقت بداية هذا الأسبوع، تسعى إلى رفع مستوى الوعي لدى الآباء والأمهات حول أهمية مراقبة ومتابعة ما يشاهده أبناؤهم على "تيك توك"، وتوجيههم نحو المحتوى الآمن والمناسب لأعمارهم. تتضمن الحملة مجموعة من الأنشطة التوعوية التي تشمل مقاطع فيديو تعليمية، وورش عمل للأهالي، بالإضافة إلى نشرات إرشادية تُوزع عبر الإنترنت.

وقالت وكالة "سبارك" في بيانها لها ،  إن الهدف من الحملة هو تمكين الآباء من أدوات وطرق فعالة لحماية أطفالهم من التعرض للمحتوى الضار أو غير المناسب على "تيك توك"، مشيرة إلى أن الوعي والإرشاد هما السبيل الأمثل للحفاظ على سلامة الأطفال في هذا العالم الرقمي المتسارع.

 وتفيد وكالة سبارك في حملتها  يتحمّل الأهل المسؤولية الأكبر في حماية أطفالهم من المخاطر المرتبطة باستخدام منصة "تيك توك". إذ تأتي التهديدات الأساسية من الأفراد الذين قد يستغلون هذه المنصة لإيذاء الأطفال، ولذلك من الضروري أن يتخذ الأهل تدابير وقائية فعّالة. بدايةً، يجب أن يمنع الأهل أطفالهم من استخدام "تيك توك" أو إنشاء حساب عليه قبل بلوغهم سن 13 عاماً. خلال هذه الفترة، ينبغي التركيز على توفير بيئة غنية بالترفيه، والثقافة، والرياضة، لضمان نمو صحي ومتوازن بعيداً عن الإدمان على وسائل التواصل الاجتماعي.

عندما يصل الطفل إلى السن المناسبة لإنشاء حساب على "تيك توك"، يجب توعيته بأهمية تجنّب متابعة أو قبول طلبات من أشخاص لا يعرفهم، حتى لو كانوا من المشاهير. كما يجب أن يتم توجيهه نحو المحتوى التعليمي والتثقيفي في المنصة. بالإضافة إلى ذلك، من الضروري أن يحرص الأهل على جعل حساب الطفل خاصاً، بحيث لا يمكن لأي شخص غريب الوصول إلى بياناته أو متابعته دون موافقته، مما يحميه من التهديدات العشوائية والمخاطر الإلكترونية.

في إطار تعزيز الحماية للأطفال على منصة "تيك توك"، يمكن للأهل تفعيل خصائص إعدادات الأمان والخصوصية لضمان تجربة أكثر أمانًا لأبنائهم. ويفيد بيان حملة وكالة سبارك  يمكن للأهل استخدام خاصية Content Preferences وتفعيل Restricted Mode، التي تمنع ظهور أي محتوى جنسي أو عنيف أو سياسي غير مناسب للأطفال. هذه الخاصية محمية بكلمة سر، مما يضمن عدم تغييرها من قِبل الطفل. كما يمكن للأهل مراقبة نشاطات أطفالهم على المنصة من خلال تفعيل خاصية Family Pairing، التي تتيح لهم متابعة جميع أنشطة الطفل على "تيك توك" مباشرة من هواتفهم الخاصة عبر استخدام رمز QR. بهذه الطريقة، يحصل الأهل على إشعارات فورية إذا كان الطفل يتفاعل مع أشخاص أو محتويات غير ملائمة لعمره.

إلى جانب هذه التدابير التقنية،  نشدد  في وكالة سبارك على أهمية التواصل المستمر مع الطفل وتوعيته حول مخاطر الإنترنت وخلق بيئة آمنة ومناسبة له في السنوات الأولى حتى عمر 13 عامًا. هذا يضمن أن يكون الطفل مستعدًا لاستخدام منصات التواصل الاجتماعي بشكل واعٍ ومسؤول. من جهة أخرى، هناك دعوات متزايدة للسلطات المحلية لتشديد الرقابة وفرض قوانين صارمة تعاقب أولئك الذين يشكلون خطرًا على الأطفال، مما يعزز من حماية المجتمع من الأنشطة الجرمية الموجهة ضد الأطفال.

وأوضحت وكالة سبارك في بيانها تركز على تقديم نصائح عملية مثل تفعيل خاصية الرقابة الأبوية على الأجهزة، وتحديد الوقت الذي يقضيه الأطفال على التطبيق، إلى جانب تشجيع الحوار المفتوح بين الآباء والأبناء حول المحتوى الذي يشاهدونه. كما دعت الحملة إلى تعزيز دور المؤسسات التعليمية والمجتمعية في توعية الأطفال بأهمية استخدام الإنترنت بشكل آمن ومسؤول.

من جهته، أعرب عدد من الأهالي عن تقديرهم لهذه المبادرة، مؤكدين أن مثل هذه الحملات تعد ضرورة في ظل الانتشار الكبير للتكنولوجيا واستخدام الأطفال للإنترنت بشكل يومي. وأضاف أحد الآباء قائلاً: "نحن بحاجة إلى مثل هذه الحملات لمساعدتنا على فهم المخاطر التي قد يتعرض لها أطفالنا وكيفية التعامل معها بوعي ومسؤولية."

وتأتي هذه الحملة في وقت تزايدت فيه التقارير حول تأثيرات "تيك توك" على الأطفال والمراهقين، حيث أشارت دراسات حديثة إلى أن بعض المحتويات قد تساهم في نشر سلوكيات غير مرغوب فيها أو تعرض الأطفال لمخاطر نفسية واجتماعية.

في الختام، تعكس حملة "سبارك" التزام المجتمع بضرورة حماية الأطفال من التأثيرات السلبية للمحتوى الرقمي، مع التأكيد على أهمية التكاتف بين الأسرة والمدرسة والمؤسسات المجتمعية لتحقيق هذا الهدف.