درجات حرارة البحر الأبيض المتوسط القياسية تهدّد الأسماك والنباتات البحرية

13:28
14-08-2024
درجات حرارة البحر الأبيض المتوسط القياسية تهدّد الأسماك والنباتات البحرية

للسنة الثانية على التوالي، سجلت درجات حرارة البحر الأبيض المتوسط مستويات قياسية، مما يشكل تهديدًا كبيرًا للأسماك والنباتات البحرية، ويعزز تكاثر الأنواع الغازية، ويزيد من حدة الأمطار في منطقة تعاني بالفعل من تأثيرات الاحترار المناخي.

في هذا السياق، أعلن الباحث جوستينو مارتينيز من معهد علوم البحار في برشلونة ومعهد CAICATMAR، أن متوسط حرارة سطح البحر الأبيض المتوسط بلغ 28.67 درجة مئوية في 11 آب أغسطس، وهو قريب من الرقم القياسي المسجل في 24 يوليو 2023 والبالغ 28.71 درجة مئوية. هذه البيانات الأولية مستمدة من أقمار اصطناعية تابعة لمرصد كوبرنيكوس الأوروبي منذ عام 1982.

وشهد البحر الأبيض المتوسط على مدى فصلين صيفيين متتاليين ارتفاعًا في درجات الحرارة تجاوز ما حدث خلال موجة الحر غير العادية في صيف 2003، حيث بلغ متوسط درجة حرارة سطح الماء في ذلك الوقت 28.25 درجة مئوية، وهو رقم قياسي دام عشرين عامًا. وقال مارتينيز: "ما يلفت النظر ليس فقط الوصول إلى درجات حرارة قياسية في يوم معين، بل استمرار هذه الحالة لفترة طويلة"، مضيفًا أن "درجات الحرارة السطحية كانت مرتفعة بشكل غير عادي منذ عام 2022، حتى مع أخذ التغير المناخي في الاعتبار". ومع ذلك، تم الوصول إلى المستوى القياسي المسجل في عام 2023 هذا العام "متأخرًا أسبوعين عن السنة الماضية"، حيث من المتوقع عادةً أن تنخفض درجات حرارة سطح الماء اعتبارًا من نهاية أغسطس.

على الصعيد المحلي، سجلت درجات حرارة سطح الماء أكثر من 30 درجة مئوية منذ بداية أغسطس، خاصة في عوامات قبالة سواحل موناكو وكورسيكا، وكذلك بالقرب من فالنسيا في إسبانيا. وأشارت صحيفة "لا ريبوبليكا" إلى أن "البحر يغلي في كامبانيا". وقد تعرضت منطقة البحر الأبيض المتوسط في يوليو لموجات حرّ وحرائق غابات واسعة في اليونان، مما جعل الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتغير المناخي التابعة للأمم المتحدة تصفها بأنها "نقطة ساخنة" للتغير المناخي.

قالت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتغير المناخي إن "التغيرات الكبيرة في النظم البيئية البحرية للبحر الأبيض المتوسط منذ الثمانينات شملت انخفاضًا في التنوع الحيوي وتكاثر الأنواع الغازية". شهدت موجات الحر البحرية بين عامي 2015 و2019 نفوقًا هائلًا لنحو خمسين نوعًا من الكائنات البحرية. ومن بين الأنواع التي تستفيد من ارتفاع درجات الحرارة، السرطان الأزرق الذي يضر بمزارع المحار في دلتا نهر البو في شمال إيطاليا.

في صقلية وكالابريا، لاحظ الصيادون زيادة في كميات الأسماك التي يلتهم أجزاء منها نوع مفترس من الديدان يفضل المياه الساخنة. كما ارتفع متوسط حرارة البحر الأبيض المتوسط بحوالي 1.2 درجة مئوية على مدى الأربعين سنة الماضية، وفقًا للخبير في الأنواع الغازية فيدريكو بيتي.

وتستمر درجات الحرارة القياسية في البحر الأبيض المتوسط في التأثير بشكل كبير على البيئة البحرية، مما يزيد من تحديات التوازن البيئي ويعزز من تكاثر الأنواع الغازية. بينما تتزايد المخاوف من تأثيرات هذه التغيرات على التنوع البيولوجي والأنشطة الاقتصادية، يبرز الحاجة الملحة إلى استراتيجيات فعالة للتكيف مع هذه التغيرات ومعالجة آثارها على المدى الطويل.