دراسة تكشف مصدر الكويكب المتسبب بانقراض الديناصورات

13:28
16-08-2024
دراسة تكشف مصدر الكويكب المتسبب بانقراض الديناصورات

أثار الجدل الدائر حول طبيعة الكويكب الذي تسبب في انقراض الديناصورات حيرة العلماء طوال عقود، إلا أن دراسة جديدة وفرت معطيات مهمة في هذا الشأن.

وقد استُخدِمَت في هذه الدراسة التي نُشرت الأمس في مجلة "Science" تقنية مبتكرة لإثبات أن الكويكب الذي أدى إلى الانقراض الجماعي الأخير قبل 66 مليون سنة، تشكّل في نقطة أبعد من كوكب المشتري. كما يدحض الباحثون في الدراسة الفكرة القائلة بأن مذنّبا كان في الواقع وراء هذا الانقراض.

والجدير ذكره انّه يُفترض أن تساهم هذه المعطيات الجديدة في شأن الكويكب الذي تحطم في تشيكسولوب، في ما يعرف راهنا بشبه جزيرة يوكاتان المكسيكية، في توفير فهم أفضل لتاريخ الأجرام السماوية التي ضربت الأرض.

في هذا الإطار، أوضح المعدّ الرئيسي للدراسة، عالم الجيوكيمياء في جامعة كولونيا ماريو فيشر-غوده لوكالة فرانس برس أن الباحثين باتوا يستطيعون القول "إن هذا الكويكب تشكّل أساسا أبعد من كوكب المشتري". وتكتسب هذه الخلاصة التي توصلت إليها الدراسة أهمية خاصة نظرا إلى أن هذا النوع من الكويكبات نادرا ما يضرب كوكب الأرض.

ويمكن أن تكون مثل هذه المعلومات مفيدة لتقويم أي خطر مستقبلي، أو لتفسير وصول المياه إلى كوكب الأرض، بحسب هذا ما قال معدّ الدراسة.

في التفاصيل، تستند الدراسة الجديدة إلى تحليل عينات رواسب تشكلت قبل 66 مليون سنة، وتضمنت الجزيئات التي أدى اصطدام الكويكب بالأرض إلى قذفها نحو مختلف أنخاء العالم. وأجرى فيها الباحثون قياسا للنظائر - أي أنواع الذرات - التي يتضمنها عنصر كيميائي معدني هو الروثينيوم. والأخير غير موجود ضمن الرواسب الأرضية، ولذلك عرف العلماء أن الروثينيوم المقاس جاء بأكمله من الكويكب.

من جهته، أكد ماريو فيشر-غوده أن مختبر جامعة كولونيا و"هو أحد المختبرات القليلة" القادرة على إجراء هذا النوع من التحاليل، مشيرا إلى انه الأول من نوعه لدراسة كويكب تشيكسولوب أو أي جسم سماوي مهم آخر ضرب الأرض. وتتيح نظائر الروثينيوم التمييز بين مجموعتين كبيرتين من الكويكبات الموجودة: تلك من النوع "سي" (الكربونية) التي تشكلت في النظام الشمسي الخارجي، وتلك من النوع "إس" (السيليكات) التي تشكلت في النظام الشمسي الداخلي.

في نهاية المطاف، خلصت الدراسة بشكل قاطع إلى أن الكويكب المسؤول عن انقراض الديناصورات كان من النوع "سي"، وبالتالي تشكل في مكان أبعد من كوكب المشتري.

نذكر أنّه سبق لدراسات أخرى قبل عقدين أن طرحت هذه الفرضية، ولكن بقدر أقل من اليقين.

ولا بدّ من الإشارة إلى انّ أهمية هذه الخلاصة تتمثّلأ في أن غالبية النيازك - وهي قطع من الكويكبات تسقط على كوكب الأرض - هي من النوع "إس"، على ما شرح عالم الكيمياء الجيولوجية. ولكنّ هذا لا يعني بالضرورة، بحسب الباحث، أن الكويكب المسبب لانقراض الديناصورات جاء مباشرة من نقطة أبعد من كوكب المشتري.

في هذا السياق، قال "لا يمكننا أن نكون متأكدين حقا من مكان وجود الكويكب قبل اصطدامه بالأرض". وأضاف أنه بعد تشكله توقف ربما في حزام الكويكبات الواقع بين المريخ والمشتري، والذي تأتي منه غالبية النيازك.