العلماء يرصدون أول كوكب محيطي خارج النظام الشمسي!

13:53
12-07-2024
العلماء يرصدون أول كوكب محيطي خارج النظام الشمسي!

دراسة نشرت نتائجها مجلة "أستروفيزيكل جورنال ليترز" Astrophysical Journal Letters تكشف أنّه من المحتمل أن يكون العلماء قد حدّدوا أول كوكب محيطي يُكتشف خارج النظام الشمسي.

ويخضع الجسم الكوني "ال اتش اس 1140 بي" LHS 1140b لتدقيق علمي شامل منذ اكتشافه على بعد 48 سنة ضوئية من الأرض، في كوكبة الحوت في عام 2017. وهذه الكواكب الخارجية البالغ عددها بضعة آلاف تدور حول نجم آخر غير شمسنا. ويوصف عدد متواضع منها فقط بأنها ربما تكون "صالحة للسكن"، أي من المحتمل أن تؤوي شكلاً من أشكال الحياة على كوكب صخري لا يقع قريباً جداً ولا بعيداً جداً عن نجمه.

في هذا الإطار، يقول شارل كاديو، وهو طالب الدكتوراه في الفيزياء الفلكية في معهد تروتييه الكندي لأبحاث الكواكب الخارجية، لوكالة فرانس برس إن هذه الحفنة من الكواكب الخارجية تتمتع بـ"ظروف درجة حرارة وضغط على السطح تسمح للمياه بأن تكون سائلة وبأن تبقى كذلك".

كما تؤكد دراسته التي أجراها فريق من جامعة مونتريال، أولاً أن LHS 1140b هو أشبه بنسخة خارقة عن كوكب الأرض، بكتلة تبلغ حوالى 5,6 أضعاف كتلة كوكبنا الأزرق، لكنه ليس نسخة مصغرة عن نبتون.

نذكر أنّه قد وضع ملاحظات أولية بأن الكوكب الخارجي هذا في منزلة وسطى بين هذين النوعين من الكواكب الخارجية... فهو بكثافة قد تتيح اعتباره نبتون صغيراً، مع كرة من الصخور ذات غلاف جوي سميك جداً من غاز الهيدروجين والهيليوم. كما أمكن وصفه بأنه نسخة خارقة عن كوكب الأرض، أو حتى بحسب كاديو فهو "كوكب محيطي ذو نواة صخرية أصغر قليلاً، ولكن يعوّضه غلاف مائي".

وبحسب مارتان توربيه، المشارك في إعداد الدراسة، وهو باحث في مختبر الأرصاد الجوية الديناميكية، كثافة LHS 1140b تشير إلى أن "الكوكب يحتوي بالفعل على كميات كبيرة من الماء"، وهو يحوي بالفعل على كميات مائية هائلة، ففيما المياه الموجودة في محيطات الأرض تمثل 0,02% فقط من كتلتها، فإنها ستمثل 10% إلى 20% من كتلة LHS 1140b. لكن تبقى معرفة شكل هذه المياه.

وبالتالي السؤال يطرح نفسه عن الغلاف الجوي للكوكب. في هذا السياق، وضح توربيه "ليس لدينا أي دليل مباشر على وجود غلاف جوي له، ولكن هناك عناصر تصب في هذا الاتجاه". تابع "الميزة الأولى هي أن LHS 1140b يتم تسخينه بلطف بواسطة أشعة نجمه، وهو قزم أحمر، مع "درجات حرارة متوقعة على السطح يُفترض أنها مماثلة تماماً لدرجات الحرارة الموجودة على الأرض أو على المريخ".

وبالتالي، اعتماداً على ما إذا كان الغلاف الجوي المحتمل يحتوي على عدد قليل أو كثير من الغازات الدفيئة، مثل ثاني أكسيد الكربون، فإن سطح الماء سيكون جليدياً أم لا. بل ويمكن أن يستضيف محيطاً سائلاً على جزء من الكوكب يكون معرّضاً لأشعة نجمه. ويقول توربيه قد يصحّ ذلك ما لم يكن هذا المحيط مخفياً تحت طبقة من الجليد، بما "يشبه قليلا الأقمار الجليدية غانيميد وإنسيلادوس وأوروبا، التي تدور حول كوكبي المشتري وزحل العملاقين في النظام الشمسي".

في هذا السياق، يقوم فريق الباحثين في مونتريال بحملة للحصول على ملاحظات أخرى لـ LHS 1140b باستخدام جيمس ويب، لبضع ساعات في السنة.

في هذا الإطار، يقول عالم الفيزياء الفلكية رينيه دويون، المعد المشارك للدراسة المذكورة في بيان أصدرته جامعة مونتريال "نحتاج إلى عام على الأقل للتأكد من أن LHS 1140b له غلاف جوي، وربما عامين أو ثلاثة إضافية للكشف عن ثاني أكسيد الكربون". لكن لا فائدة من الحلم بالإفادة من هذه المياه، إذ إن الجسم الفضائي يبعد عنا حوالى 450 ألف مليار كيلومتر.