شهد عام 2025 تحولاً رقميًا استثنائيًا في العالم العربي، حيث تداخلت اهتمامات المستخدمين مع ما كشفته منصات مثل «غوغل» و«يوتيوب» عن أبرز الظواهر والمحتوى الرقمي، لتصبح هذه الأدوات مرآةً لثقافة المجتمع وتطلعات الأجيال الجديدة.
تصدر الذكاء الاصطناعي قوائم البحث في عدة دول عربية، إذ جاءت أدوات مثل «جيميناي» و«تشات جي بي تي» و«ديب سيك» في صدارة اهتمامات المستخدمين، مع تزايد الفضول حول التطبيقات الإبداعية للنماذج التوليدية.
ولم يقتصر الاهتمام على الأدوات العامة، بل شمل منصات متخصصة مثل «نانو بانانا» لتحرير الصور و«فيو» لإنشاء مقاطع الفيديو من النصوص، مما يعكس دمج التقنيات الحديثة في الحياة اليومية للمجتمع العربي.
وكانت المملكة العربية السعودية الأكثر نشاطاً في التحول الرقمي، حيث لجأ السعوديون إلى البحث عن الخدمات الرقمية مثل «قبول» وتسجيل الحرس الوطني والمركز الوطني للقياس، إلى جانب متابعة الإنتاجات الترفيهية المحلية مثل مسلسل «شباب البومب 13» والعمل الجديد «فهد البطل».
كما برز اهتمام السعوديين بأدوات الذكاء الاصطناعي مثل «Gemini» و«Hailuo AI»، ما يعكس تبنّي المجتمع للتكنولوجيا الحديثة بشكل مبكر.
وفي دول عربية أخرى، تنوعت الاهتمامات الرقمية بين كرة القدم، والدراما، والخدمات العامة، والتعليم.
ففي العراق تصدرت مباريات المنتخب الوطني البحث، بينما حافظت المغرب والجزائر على شعبية كرة القدم والأعمال الدرامية.
أما الأردن وسوريا وفلسطين، فظل التعليم والخدمات العامة والرياضة في صدارة اهتمامات الجمهور، رغم اختلاف التحديات.
ومع الذكرى العشرين لانطلاق «يوتيوب»، أطلقت المنصة أول ملخص مشاهدة شخصي عالمي، يسمح للمستخدمين باستعادة أبرز لحظاتهم، مع مراعاة طبيعة الجمهور العربي الذي تفاعل بشكل كبير مع المواسم الثقافية مثل رمضان وعيد الأضحى، وناقش الذكاء الاصطناعي، وتابع نجوم كرة القدم العالميين مثل لامين يامال ورافينيا.
وحققت الأعمال الدرامية والأنمي والألعاب انتشاراً واسعاً، مثل «لعبة الحبّار» و«Blue Lock» و«Grow a Garden»، ما يعكس تنوع الأذواق وتوسع التأثير الثقافي الرقمي.
برز كذلك صعود صناع المحتوى العرب، ومنهم الفلسطيني أبو راني الذي تصدر القوائم إقليمياً واحتل المركز الثاني عالمياً بعد «Mr. Beast»، محتفظًا بأسلوب واقعي يوثق الحياة اليومية في غزة.
كما لاقت أغنية «خطية» لبيسان إسماعيل وفؤاد جنيد صدى واسعًا، مؤكدة الدور المتنامي لمنشئي المحتوى في تشكيل الذوق الفني الرقمي.
وكشف «يوتيوب» خلال فعالية «Made on YouTube» عن ابتكارات جديدة مثل دمج نموذج «Veo 3 Fast» لإنتاج مقاطع عالية الجودة، وأداة «تحويل الكلام إلى أغنية»، مع تحسينات واسعة في «استوديو YouTube» وأدوات التعاون والبث المباشر، حيث تجاوزت نسبة المشاهدة اليومية للبث المباشر 30% من المستخدمين في الربع الثاني من العام.
كما طُرحت ميزات موسيقية وتجارية جديدة تربط الفنانين بالمعجبين وتوسع أسواق العلامات التجارية عبر أدوات الذكاء الاصطناعي.
في هذا المشهد المتفاعل، يتضح أن المحتوى الرقمي أصبح منصة للتعبير الجماعي وبناء المجتمعات وصياغة الاتجاهات الثقافية، ما يجعل 2025 عامًا مفصليًا في تاريخ الإبداع الرقمي في المنطقة العربية.
يمكنكم نشر مقتطفات من المقال الحاضر، ما حده الاقصى 25% من مجموع المقال، شرط: ذكر اسم المؤلف والناشر ووضع رابط Aghani Aghani (URL) الإلكتروني الذي يحيل الى مكان مصدر المقال، تحت طائلة تطبيق احكام قانون حماية الملكية الفكرية.









