شهد العالم خلال السنوات الأخيرة قفزة غير مسبوقة في تطوير الروبوتات الشبيهة بالبشر، مدفوعة بتطورات هائلة في قدرات الذكاء الاصطناعي والتعلم العميق ومعالجة اللغة الطبيعية.
وباتت هذه الروبوتات قادرة على تنفيذ مهام كانت حكراً على البشر، من المحادثة والتفاعل الاجتماعي إلى القيام بأعمال صناعية معقدة، وحتى المشاركة في الرعاية الصحية والفضاء.
يُعدّ عام 2025 نقطة تحول بارزة في مسار هذا التطور، إذ كشفت شركات عالمية عن نماذج متقدمة لروبوتات بشرية تجمع بين المرونة الحركية، وفهم المشاعر، واستخدام الذكاء الاصطناعي لتعلّم المهام في الوقت الفعلي.
موقع analyticsinsight الذي يتابع تطور تقنيات الروبوتات، قدم قائمة لأكثر 10 روبوتات بشرية تطوراً. وفيما يلي إعادة عرض موسّعة لها:
1. تسلا Optimus
يُعد “Optimus” من أكثر الروبوتات البشرية إثارة للجدل منذ كشف إيلون ماسك عنه. صُمم الروبوت لإنجاز مهام يومية متعددة، تشمل حمل الأشياء وتركيب القطع في خطوط الإنتاج والقيام بالأعمال المنزلية.
يتمتع Optimus بقدرات رؤية حاسوبية متقدمة مستمدة من تقنيات سيارات تسلا ذاتية القيادة، ما يسمح له بتحديد الأشياء والتحرك داخل البيئات المزدحمة بانسيابية عالية. وتخطط الشركة لجعله جزءاً من القوى العاملة الصناعية مستقبلاً.
2. Ameca
يتميز Ameca بكونه أحد أكثر الروبوتات واقعية في مظهره facial expressions، حيث يستطيع القيام بتعابير وجه معقدة تحاكي المشاعر البشرية بدقة. يعتمد الروبوت على نماذج متقدمة لمعالجة اللغة الطبيعية، ما يجعله قادراً على خوض محادثات طبيعية. يُستخدم Ameca بشكل واسع في مراكز البحث والتفاعل البشري، وقد أصبح نموذجاً للاستعراضات التقنية في المعارض العالمية.
3. أطلس – Boston Dynamics
يُعتبر أطلس خزان القوة في عالم الروبوتات. فإلى جانب قدرته على الجري والقفز وحركات الباركور، يتمتع الروبوت بتوازن خارق بفضل أنظمة متطورة للتحكم الحركي.
يتم تطويره ليعمل في البيئات الصناعية ومهام البحث والإنقاذ، حيث يمكنه دخول المناطق الخطرة التي يصعب وصول فرق بشرية إليها.
4. نادين
“نادين” روبوت اجتماعي تم تطويره في جامعة Nanyang. يتميز بوجه واقعي قادر على إظهار تعابير متنوعة، كما يمكنه تذكّر الأشخاص والتفاعل معهم بطريقة ودية.
يُستخدم في مهام مساعدة كبار السن واستقبال الزوار، ويعتمد على نماذج ذكاء عاطفي لفهم الحالة المزاجية للمستخدمين.
5. سايبر وان – Xiaomi
يمثل CyberOne خطوة كبيرة في مسار الروبوتات الشبيهة بالبشر في آسيا. يستطيع الروبوت تفسير البيانات البيئية والتعرف على المشاعر البشرية بدقة، كما يمكنه تنفيذ مهام صناعية ثالثة، بفضل كاميرات ومستشعرات متقدمة.
وتطمح شاومي إلى دمجه لاحقاً في المنازل الذكية.
6. صوفيا
لا يزال روبوت صوفيا من Hanson Robotics أشهر الروبوتات البشرية عالمياً. بفضل حضورها الإعلامي الواسع، اكتسبت صوفيا شهرة كبيرة لقدرتها على الحوار والتفاعل. الشركة تواصل تحديث قدراتها المعرفية وتحسين مهاراتها الاجتماعية.
7. HRP-5P
روبوت ياباني صناعي صمّم خصيصاً لعمليات البناء، قادر على استخدام الأدوات الثقيلة وتركيب الألواح والهياكل. يساعد في الحد من المخاطر التي يتعرض لها العمال، خاصة في مواقع البناء المعقدة.
8. Walker X
روبوت متطور من شركة UBTECH يتمتع بقدرات مشي متقدمة وتوازن عالي. يستخدم في المنازل والمكاتب، ويمكنه أداء مهام متعددة مثل ترتيب الأشياء وتشغيل الأجهزة الذكية وتقديم المساعدة للمستخدمين.
9. Robonaut 2
طورته ناسا ليكون الذراع المساعدة لرواد الفضاء. يمتلك يدين قادرتين على التعامل مع الأدوات الدقيقة، ويعمل داخل المركبات الفضائية، ما يساهم في تخفيف الضغط والمخاطر عن الرواد.
10. T-HR3 من تويوتا
صُمم T-HR3 ليحاكي الحركات البشرية بدقة فائقة عبر نظام تحكم عن بعد. يُستخدم في الرعاية الصحية والاستجابة للكوارث، كما يمكنه دعم المرضى في التنقل أو تقديم العون في المناطق المتضررة.
في هذا السياق، تُشير التوقعات إلى أن الروبوتات البشرية ستصبح قريباً جزءاً أساسياً من القوى العاملة، وخاصة في القطاعات التي تعاني نقصاً في الأيدي العاملة، مثل الرعاية الصحية والخدمات اللوجستية.
كما سيزداد حضورها في المنازل كمساعدين شخصيين، وفي الفضاء كأيدي إضافية تساند رواد الفضاء.
وبالتالي، إن التطور السريع في نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدي والتعلم المعزز سيدفع بمجالات جديدة، بينها القدرة على اتخاذ قرارات ذاتية والتكيف مع البيئات المتغيرة.
وهذا يعني أن العقد المقبل قد يشهد بداية عصر جديد من التعاون بين الإنسان والآلة يُعيد تشكيل الاقتصادات والمجتمعات.
يمكنكم نشر مقتطفات من المقال الحاضر، ما حده الاقصى 25% من مجموع المقال، شرط: ذكر اسم المؤلف والناشر ووضع رابط Aghani Aghani (URL) الإلكتروني الذي يحيل الى مكان مصدر المقال، تحت طائلة تطبيق احكام قانون حماية الملكية الفكرية.









