نقل اثنين من الباندا العملاقة، خوان خوان ويوان زي الثلاثاء إلى الصين، منهين بذلك إقامتهما التي استمرت 12 عامًا في حديقة حيوان بوفال بوسط فرنسا.
ويبلغ كلا الباندا من العمر 17 عامًا، وكانا جزءًا من برنامج “دبلوماسية الباندا” الصينية، الذي يعير فيه الصين هذه الحيوانات كرموز للصداقة الدولية والنوايا الحسنة مع الدول المضيفة.
كان من المقرر أن يبقيا في فرنسا حتى يناير- كانون الثاني 2027، إلا أن عودتهما سُرعت بعد تشخيص خوان خوان بالفشل الكلوي المزمن، وهي حالة شائعة بين الدببة الأكبر سنًا.
وتم نقل الباندا من مطار باريس شارل ديغول في صناديق معدة خصيصًا تحمل عبارة “رحلة سعيدة”، قبل توجههما إلى ملاذ الباندا في تشنغدو حيث سيقضيان فترة التقاعد.
على الرغم من الرحيل المبكر، أكدت الصين أن حيوانات باندا جديدة ستصل لاحقًا لتستبدلها، وأوضح تشن دونغ، مسؤول في السفارة الصينية، للزوار الفرنسيين أن بإمكانهم “الاطمئنان” إلى أن وصول بدائل جديدة سيكون مستقبلًا.
شهد وداع الباندا مشهدًا مؤثرًا، حيث تجمع أكثر من 200 معجب في حديقة الحيوان الأحد على الرغم من الطقس البارد والممطر، بينهم باتريس وفيرونيك كولومبيل، زوجان زارا الباندا أكثر من ألف مرة منذ عام 2012 ولم يرغبا في تفويت وداعهما.
وقال رودولف ديلورد، مدير الحديقة، إن القرار بإعادة الدببة جلب “لمسة من الحزن”، خاصة بعد أن أنجبت الباندا الثلاثة أول جراب في فرنسا.
أكبر هذه الأبناء، يوان منج، عاد إلى الصين في 2023، فيما من المتوقع أن يبقى التوأمان الصغيران المولودان في 2021 في بوفال حاليًا. وأعرب ديلورد عن أمله في استمرار التعاون بين الحديقة والصين بعد عام 2027.
من جانبها، قالت حارسة الباندا دلفين بوفرو إن رحيل الدببة سيكون صعبًا على مقدمي الرعاية الذين طوروا روابط عميقة معهم، خاصة بعد تجربة متابعة أول ولادة باندا في فرنسا على الإطلاق. وأكدت أن ذكريات العناية بالباندا ستظل “منقوشة في قلوبنا”.
يُذكر أن الباندا العملاقة أعيد تصنيفها مؤخرًا من “مهددة بالانقراض” إلى “معرضة للخطر”، ولا تزال رمزًا رئيسيًا للقوة الناعمة الصينية.
وتستضيف حوالي 20 حديقة حيوانات حول العالم هذه الحيوانات، مواصلة تقليد الدبلوماسية الصينية الذي بدأ عام 1972 عندما أهدت الصين الباندا للولايات المتحدة بعد زيارة الرئيس ريتشارد نيكسون التاريخية.
يُعد وداع خوان خوان ويوان زي نهاية فصل عاطفي في العلاقات الفرنسية-الصينية مع الباندا، لكنه يمثل أيضًا استمرارًا لرمزية هذه الحيوانات كجسر للصداقة الدولية والدبلوماسية الحيوانية.
يمكنكم نشر مقتطفات من المقال الحاضر، ما حده الاقصى 25% من مجموع المقال، شرط: ذكر اسم المؤلف والناشر ووضع رابط Aghani Aghani (URL) الإلكتروني الذي يحيل الى مكان مصدر المقال، تحت طائلة تطبيق احكام قانون حماية الملكية الفكرية.









