يُشكل التلوث البلاستيكي اليوم أحد أخطر التحديات البيئية والصحية التي تواجه العالم، حيث يتسبب في أضرار جسيمة تمتد لتشمل صحة الإنسان والاقتصاد العالمي على حد سواء. في تقرير حديث نشرته مجلة “ذي لانسيت” الطبية، حذر خبراء وباحثون من أن البلاستيك يسبب أمراضًا ووفياتًا عبر مراحل حياة الإنسان المختلفة، بدءًا من الطفولة وحتى الشيخوخة، ويكلف العالم خسائر اقتصادية تتجاوز 1.5 تريليون دولار سنويًا. مع تزايد إنتاج البلاستيك بمعدلات متسارعة وتفاقم انتشار جزيئات الميكروبلاستيك الدقيقة التي وصلت إلى كل مكان في البيئة وحتى داخل أجسامنا، بات من الضروري التحرك الدولي العاجل لوضع معاهدة عالمية تضع حدًا لهذه الأزمة المتنامية. وفي ظل قرب انطلاق مفاوضات حاسمة في جنيف يشارك فيها نحو 180 دولة، يأمل العلماء والباحثون أن يكون هناك توافق دولي فعال لمواجهة التلوث البلاستيكي والحد من آثاره السلبية على الصحة والبيئة.
حذّر تقرير طبي حديث من أن التلوث البلاستيكي يشكل “خطرًا جسيمًا ومتزايدًا ومقللاً من شأنه” على الصحة العالمية، حيث يسبب أعباء اقتصادية سنوية لا تقل عن 1.5 تريليون دولار. جاء هذا التحذير في دراسة نشرتها مجلة “ذي لانسيت” قبيل استئناف المفاوضات الدولية في جنيف لوضع أول معاهدة عالمية لمواجهة هذه الأزمة البيئية المتفاقمة.
وأوضح الباحثون والأطباء البارزون الذين أعدوا التقرير أن التلوث البلاستيكي يسبب أمراضًا ووفياتًا على مدى حياة الإنسان من الطفولة وحتى الشيخوخة، إضافة إلى خسائر اقتصادية ضخمة مرتبطة بتداعياته الصحية. ويؤكد التقرير أن هذه الآثار السلبية يمكن التخفيف منها من خلال تبني سياسات فعالة وتنفيذ إجراءات صارمة على المستوى الدولي.
ومن المقرر أن يجتمع ممثلون عن نحو 180 دولة في جنيف لاستئناف المفاوضات حول معاهدة التلوث البلاستيكي، بعد جولات تفاوضية سابقة لم تكلل بالنجاح في بوسان بكوريا الجنوبية في ديسمبر الماضي. وحثّ فيليب لاندريغان، الباحث والطبيب في كلية بوسطن بالولايات المتحدة، المشاركين في الاجتماع على استثمار هذه الفرصة لإيجاد أرضية تفاهم دولية ملموسة وفعالة لمواجهة هذه الأزمة.
واشتدت التحذيرات حول الميكروبلاستيك، وهي جزيئات بلاستيكية دقيقة جدًا تنتشر في البيئة وتدخل أجسام البشر، رغم أن تأثيراتها الصحية لا تزال قيد الدراسة. وأكد العلماء أن وجود هذه الجسيمات في كل مكان، من الهواء إلى الماء والطعام، يستدعي تدخلاً عاجلاً.
ويشير التقرير إلى أن حجم إنتاج البلاستيك العالمي ارتفع من مليوني طن عام 1950 إلى 475 مليون طن في 2022، مع توقعات بتضاعف الاستهلاك ثلاث مرات بحلول 2060 إذا لم تتخذ إجراءات مناسبة. ومن الجدير بالذكر أن أقل من 10% فقط من النفايات البلاستيكية تُعاد تدويرها، مما يزيد من تفاقم المشكلة.
ويربط فيليب لاندريغان أزمة التلوث البلاستيكي بأزمة المناخ، موضحًا أن البلاستيك مصنوع من الوقود الأحفوري، وأن كلا الأزمتين تسهمان في انتشار الأمراض والعجز والوفيات بين عشرات الآلاف حول العالم.
ويختتم التقرير بالإعلان عن مبادرة جديدة تتابع تأثير التلوث البلاستيكي على الصحة، ضمن سلسلة “العد التنازلي لذي لانست”، في محاولة لتسليط الضوء على هذه القضية البيئية والصحية ذات الأولوية العالمية.
يمكنكم نشر مقتطفات من المقال الحاضر، ما حده الاقصى 25% من مجموع المقال، شرط: ذكر اسم المؤلف والناشر ووضع رابط Aghani Aghani (URL) الإلكتروني الذي يحيل الى مكان مصدر المقال، تحت طائلة تطبيق احكام قانون حماية الملكية الفكرية.









