هل تقضي وقتًا طويلاً على هاتفك الذكي وتجد صعوبة في التوقف؟ عالِم الأعصاب الأميركي لديه طريقة فعّالة للحد من اعتمادنا على هذه الأجهزة.
تتزايد ساعات استخدامنا للهواتف الذكية، إذ تنهال علينا الرسائل، والبريد الإلكتروني، والإعجابات على وسائل التواصل الاجتماعي. كل إشعار يجذبنا في أي وقت، مما يجعل فكرة العيش بدون هواتفنا تبدو مستحيلة. يُطلق على هذا الظاهرة “تأثير الدجاجة المنومة”، كما يصفها الأستاذ أندرو هوبرمان من جامعة ستانفورد.
من جهته، يقول هوبرمان: “عندما تمارس سلوكًا معينًا مرارًا وتكرارًا، حتى لو كنت تعتقد أنه غير مثير للاهتمام، فأنت رسميًا مدمن”. يُوضح أن استخدام الهاتف الذكي يحرر الدوبامين في دوائر المكافأة العصبية، لكنه يستنفد بمرور الوقت، مما يؤدي إلى البحث المستمر عن مزيد من الإثارة.
وللتغلب على هذا الإدمان، يقترح هوبرمان تقنية بسيطة لكنه يراها فعّالة: إطفاء الهاتف لمدة ساعة واحدة على الأقل كل يوم. ورغم بساطة هذا الإجراء، إلا أنه يشكل تحديًا للكثيرين بسبب مخاوف مثل “فوات الفرصة” أو القلق من انقطاع التواصل مع الأصدقاء.
في هذا الإطار، يعترف هوبرمان بأن إطفاء الهاتف قد يسبب إزعاجًا لبعض العلاقات، لكنه يؤكد أن هذه الممارسة ستكون مفيدة على المدى الطويل، حيث تساعد على تقليل القلق المتعلق بوسائل التواصل الاجتماعي وتساعد في إعادة تقييم بعض العلاقات الشخصية.
إلى جانب ما قترحه عالم الأعصاب يمكننا القول أنه يمكن علاج إدمان الهاتف الذكي من خلال عدة خطوات فعّالة. أولاً، يُنصح بتحديد وقت الاستخدام اليومي باستخدام تطبيقات تتبع الوقت لوضع حدود واضحة. من المهم أيضًا تخصيص وقت محدد لإيقاف تشغيل الهاتف أو وضعه في وضع الطيران، وكذلك تنظيم الإشعارات بإيقاف تشغيل غير الضرورية لتقليل الانحرافات. لاستبدال الأنشطة، يمكن البحث عن هوايات جديدة مثل القراءة أو الرياضة. علاوة على ذلك، يُفضل تخصيص أوقات خالية من الهاتف، مثل أثناء الوجبات أو في الفراش. كما يُمكن تعديل إعدادات الهاتف لتقليل الإغراء، مثل استخدام وضع “عدم الإزعاج”. ممارسة تقنيات اليقظة والتأمل تساعد أيضًا في زيادة الوعي باللحظة الحالية، بينما يُمكن تحديد أهداف واضحة لزيادة الدافع للتغيير. أخيرًا، البحث عن الدعم من الأصدقاء أو العائلة يمكن أن يُعزز من الجهود المبذولة. باتباع هذه الخطوات، يمكن للأفراد البدء في تقليل اعتمادهم على الهواتف الذكية وتحسين نوعية حياتهم.
في النهاية، إطفاء هاتفك قد يكون خطوة بسيطة، لكنه يحمل فوائد عظيمة لتحسين جودة حياتك وزيادة قدرتك على التحكم في إدمان التكنولوجيا.
وإن إطفاء هاتفك الذكي لفترة محددة يوميًا ليس مجرد خطوة بسيطة، بل هو إجراء يمكن أن يساهم في تحسين جودة حياتك النفسية والاجتماعية. من خلال تقليل الاعتماد على التكنولوجيا، ستتمكن من إعادة تقييم علاقاتك مع الآخرين، وتقليل القلق الناتج عن التواصل المستمر. لذا، قد تكون هذه الساعة الخالية من الهاتف فرصة قيمة لاستعادة الهدوء والتركيز على ما هو أكثر أهمية في حياتك.
يمكنكم نشر مقتطفات من المقال الحاضر، ما حده الاقصى 25% من مجموع المقال، شرط: ذكر اسم المؤلف والناشر ووضع رابط Aghani Aghani (URL) الإلكتروني الذي يحيل الى مكان مصدر المقال، تحت طائلة تطبيق احكام قانون حماية الملكية الفكرية.









