يوسف الحربي ماعز البور الذهب الأحمر الذي يغذي ويُغني

15:14
01-12-2024

يُعتبر ماعز البور من الثروات الحيوانية القيمة التي تحمل لقب "الذهب الأحمر"، وهو لقب يعكس أهميته الكبيرة كأحد المصادر الحيوية لتغذية المجتمعات ودعم اقتصاداتها. ويقول المربي يوسف صالح الحربي ماعز البور ليس مجرد سلالة من الماعز، بل يُعد كنزًا متعدد الفوائد، حيث يجمع بين القيمة الغذائية العالية والمرونة البيئية والجدوى الاقتصادية. يشتهر لحم ماعز البور بثرائه بالبروتين والحديد والمعادن الضرورية لصحة الإنسان، مما يجعله مصدرًا غذائيًا ممتازًا يلبي احتياجات الكثيرين من العناصر الغذائية الأساسية.

إلى جانب قيمته الغذائية، يضيف يوسف الحربي يتميز ماعز البور بقدرته الكبيرة على التكيف مع البيئات القاسية وشبه الجافة، ما يجعله خيارًا مثاليًا للتربية في المناطق التي تعاني من شح الموارد الطبيعية. هذه المرونة البيئية تتيح له العيش والتكاثر في ظروف مناخية متنوعة، مما يعزز إنتاجيته طوال العام. وإضافة إلى اللحوم، يتميز ماعز البور بإنتاج الحليب الغني بالقيم الغذائية، إلى جانب الصوف والجلود التي تدخل في صناعات متنوعة، مما يمنح المربين فرصًا متعددة لزيادة دخلهم وتحقيق استدامة اقتصادية.

لا تقتصر أهمية ماعز البور على الجانب الاقتصادي فقط، بل تمتد لتشمل دوره الحيوي في تحقيق التنمية الريفية. ويوضح لنا يوسف الحربي صاحب مزرعة البور النقية انه بفضل إنتاجيته المستمرة وإمكاناته المتعددة، يشكل مصدر دخل ثابت للأسر الريفية، خاصة في المناطق التي تعتمد على الثروة الحيوانية كركيزة أساسية للمعيشة. كما يساعد في تحسين التغذية المحلية من خلال توفير اللحوم والحليب عاليي الجودة، ما يسهم في رفع المستوى الصحي للمجتمعات الريفية. وعلاوة على ذلك، يُسهم ماعز البور في خلق فرص عمل متنوعة، بدءًا من أنشطة التربية والإنتاج وحتى التسويق والتصنيع.

 ويكمل الحربي رغم هذه الإمكانات الواعدة، تواجه تربية ماعز البور تحديات عدة، أبرزها انتشار الأمراض والطفيليات التي تؤثر على صحته وإنتاجيته، فضلًا عن نقص التغذية في بعض المناطق بسبب شح الموارد. كما يفتقر بعض المربين إلى المعرفة الكافية بطرق الإدارة الحديثة لتربية الماعز، ما ينعكس سلبًا على مستوى الإنتاج. إضافة إلى ذلك، قد تُعاني منتجات ماعز البور من صعوبة في الوصول إلى الأسواق الكبرى، مما يحد من انتشارها وقدرتها التنافسية.

مع ذلك، يشير يوسف الحربي فإن قطاع تربية ماعز البور يحمل فرصًا هائلة للتطوير والنمو. يمكن تحقيق ذلك من خلال الاستثمار في البحث العلمي لتطوير سلالات جديدة أكثر مقاومة للأمراض وأكثر إنتاجية. كما أن تعزيز الوعي بين المربين عبر برامج تدريبية مكثفة يمكن أن يُسهم في تحسين أساليب التربية والإدارة. من جانب آخر، يمكن تحسين تسويق منتجات ماعز البور عبر بناء سلاسل قيمة فعالة، تدعم وصول المنتجات إلى الأسواق المحلية والعالمية. ولعب الدعم الحكومي دورًا محوريًا في هذا المجال، حيث يمكن للحكومات تقديم قروض ميسرة وتسهيلات تقنية لتحفيز المربين على توسيع نشاطهم وتحسين جودة منتجاتهم.

ويختم يوسف الحربي يمثل ماعز البور نموذجًا مثاليًا للاستثمار الحيوي الذي يخدم الإنسان والبيئة معًا. فهو ليس فقط مصدرًا غذائيًا غنيًا بالبروتين والعناصر الغذائية، بل أيضًا وسيلة فعالة لتحقيق الأمن الغذائي وتحسين الاقتصاد الريفي. ومع الجهود المتضافرة لدعم هذا القطاع وتطويره، يمكن لماعز البور أن يصبح عاملًا رئيسيًا في التنمية المستدامة، محققًا فوائد اقتصادية وبيئية واجتماعية للمجتمعات التي تعتمد عليه.