إليسا بين الجرأة والشفافيّة عبّرت عن آرائها الفنية والسياسية وأطلقَت صرخة وطنية عبر "صار الوقت"

7:00
28-12-2018
أميرة عباس
إليسا بين الجرأة والشفافيّة عبّرت عن آرائها الفنية والسياسية وأطلقَت صرخة وطنية عبر "صار الوقت"

أطلّت النجمة اللّبنانية إليسا أمس في حلقة إستثنائية من برنامج "صار الوقت" الذي يُقدّمه الإعلامي مارسيل غانم عبر شاشة MTV اللبنانية حيث تحدّثت إليسا عن معاناتها ومقاومتها للمرض الخبيث عام 2018 إلى جانب تعبيرها عن آرائها السياسيّة بكل جرأة، كما أطلقت أغنية جديدة بمثابة مفاجأة لجمهورها خلال الحلقة.

إستهلّ مارسيل غانم حلقته بمقدّمة أتى عنوانها تحت مسمّى "لولا صبر الشعب اللبناني"، وبعدها تمّت إستضافة إليسا حيث تمحور الجزء الأوّل من اللّقاء معها حول كفاحها المرض خلال عام 2018 إذ صادف أمس مرور عام كامل على تلقّي إليسا خبر إصابتها بسرطان الثدي، فهي أدركت ذلك يوم السابع والعشرين من شهر كانون الأول/ يناير من عام 2017 لتبدأ بعدها رحلة العلاج. وإلى جانب ذلك، أخذ مارسيل شهادات حيّة من بعض المقرّبين لإليسا مثل شقيق الضيفة كميل خوري، مدير أعمالها السيّد أمين أبي ياغي، المنتج التنفيذي لألبومها جان نخّول، المدير التنفيذي للشؤون الفنية في شركة روتانا للمرئيات والصوتيات طوني سمعان والمخرجة إنجي جمّال.

خلال سياق الحديث، صرّحت إليسا بأنّها شعرت بالصدمة والخوف في الفترة الأولى من معرفتها بخبر مرضها إلّا أنّها لجأت للعلاج النفسي، وبقوّة إيمانها باللّه وبتواجد بعض المقرّبين منها حولها تشجّعت على مقاومة سرطان الثدي، وتعمّدت عدم إخبار والدتها ريثما يتم شفائها، كما كشفت عن أنّها تعرّضت لفقدان صوتها أحياناً بسبب التوتّر الذي أصابها خلال فترة العلاج، ورغم ذلك أصرّت على إستكمال ممارسة نشاطاتها الفنية بالشكل المعتاد، ولقد مازحت إليسا مستضيفها بالقول:"أنا قاعدة على قلب الكل".

في هذه الفقرة، إستعادت إليسا الموقف الذي تعرّضت له حينما سقطت على المسرح خلال إحيائها حفلاً في دبي بسبب شعورها بالإرهاق جرّاء العلاج، وهنا نوّه طوني سمعان بأنّه شجّع إليسا على إحياء هذا الحفل إلّا أنّه شعر بعد ذلك بتأنيب الضمير، فمازحته إليسا لتقول:"روتانا ما بتشعر بالذنب"، إلّا أنّها سرعان ما أكّدت على نيّتها في الممازحة فقط مشيرة إلى أنّ الشركة المذكورة عرضت عليها التكفُّل بالعلاج.

أيضاً سجّلت إليسا عتبها خلال الحلقة على بعض الفنانين الذين إكتفوا بتهنئتها على شفائها عبر تغريدة تويترية دون الإتصال بها فيما هي حرصت بالمقابل على زيارتهم في بعض حالات العزاء، وحينما سألها غانم عمّا لو كانت تقصد في حديثها شمس الأغنية اللبنانية نجوى كرم، لم ترد إليسا بالنفي أو بالإيجاب، كما عبّرت عن إمتنانها بإتصال كل من السيدة ماجدة الرومي والفنانة جوليا بطرس بها.

في مقلب آخر، سُئِلت الضيفة عن شعورها بسبب خسارتها حلم الأمومة إثر خضوعها للعلاج من المرض الخبيث، فأكّدت على أنّه بإمكانها تبنّي طفلاً في حال تزوّجت، كما أشارت إلى أنّها تتعامل مع "إنجيلا" بمثابة إبنةً لها.

أما الجزء الثاني من اللّقاء، لقد تمحور حول الآراء السياسية التي غالباً ما تُعبِّر إليسا عنها، فإتّسمت تصريحاتها خلال حلقة "صار الوقت" بالكثير من الشفافيّة والجرأة ولم تأبه بأي ردود فعل مُهاجِمة لآرائها إلّا أنّها أكّدت على نيّتها في التعبير عن آرائها دون التعرُّض لأي فرد بشكل شخصي، ومن أبرز تصريحاتها السياسية نذكر ما قالته حول إعتراضها على الأوضاع السياسية التي يُعاني منها لبنان منذ إغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، ومعارضتها للعهد الحالي الذي أقرّت بأنّه "فشل" بحسب تعبيرها، كما عارضت فكرة محتملة بتولّي الوزير جبران باسيل سدّة رئاسة الجمهورية، وأكّدت على ولائها السياسي للنائب د. حبشي الممثِّل لحزب القوّات اللبنانية الذي إنتخبه في الإنتخابات النيابية الأخيرة، أيضاً عبّرت عن إستيائها من عدم ممارسة الحقوق الديمقراطية في لبنان، وختمت حديثها لتُطلِق صرخة وطنية قائلة:"بِئس هذا الزّمن لكن لديّ إيماناً كبيراً بلبنان".

في الفقرة التالية، أطلقت إليسا أغنية "بكرا بتشرق شمس العيد" وهي إحدى أشهر أغنيات الأسطورة صباح التي ألّفها الموسيقار القدير روميو لحّود، ولقد إختارت إليسا هذه الأغنية لإضفاء الأمل بعد معاناة طويلة عاشتها إليسا خلال العام 2018. ولم تنتهِ تصريحات إليسا الفنية عند هذا الحد إنّما نوّهت أيضاً بعدم وجود خلاف بينها وبين شركة روتانا مؤكّدة على العلاقة الإنسانية الوطيدة بينهما رغم الحزن الذي شعرت به هذا العام بسبب قرار الشركة في إزالة فيديوهات أعمالها عن يوتيوب ولم يحصل ذلك لاحقاً مؤكّدة على أنّ روتانا لا ترفض مطالبها، وهنا ردّ مدير العلاقات الفنية في شركة روتانا للمرئيات والصوتيات طوني سمعان :"إليسا بتعرف مكانتها وبتدّلّل..."، مشيراً إلى النجاح الكبير الذي تُحقّقه مستنداً إلى شعبيتها الكبيرة عبر مبيعات ألبوماتها، وتفاعُل الجمهور معها عبر مواقع التواصل الإجتماعي وحفلاتها الناجحة وأعطى مثلاً عن حفلها الأخير ضمن فعاليات مهرجانات أعياد بيروت.

فضلاً عن ذلك، ردّت الضيفة على بعض الأسئلة السريعة حيث أكّدت على أنّها لم تدّعي يوماً بأنّها بطلة مثلما تتّهمها بعض الآراء، وأشارت إلى أنّها تُعاني راهناً من تورّم في يدها إثر العلاج الذي خضعت له لذلك ستضطر لإجراء عملية في بلجيكا بمثابة إجراء طبي بسيط.

في ختام اللّقاء، أبدى بعض معجبي إليسا بين الجمهور في الأستديو عن مدى محبّتهم لها وقربهم منهم. وبعد عرض الحلقة لغاية كتابة هذه السطور، تضج مواقع التواصل الإجتماعي بالتعليقات حول هذه الحلقة مع الإشادة بصراحة إليسا وجرأتها التي أتت في مكانها الصحيح وبكل إحترام وثقافة ديمقراطية نفتقدها في بلد "القدّيسين" مثلما وصفته إليسا خلال حلقة "صار الوقت".