وتحدث أيمن زيدان خلال اللقاء عن العديد من اللحظات المؤثرة في حياته، وعلى رأسها فقدان شقيقه الأصغر الممثل شادي زيدان وابنه الأصغر نوار، واصفًا ذلك بقوله: "فقدان موجع وصعب، فقانون الحياة عادةً يقول إنّ الأبناء يشيعون آباءهم، لكن المعادلة جاءت معي عكسية تمامًا"، مضيفاً أنه تعرض لسوء طالع بفقدان الأصغر في أبنائه وأشقائه، وهي تكون أشد ألماً في الفقد حين تفجع بوفاة الشخص الأصغر في العائلة، وقال إنه عانى في ذلك الوقت من "جرح غائر".

وكشف أيمن زيدان أن تجاوز هذه المحنة تطلبت منه المزيد من الطاقة والعمل، بالإضافة إلى القيام بالمهام النبيلة مثل الالتزام في العمل والفن وغيرها، وكشف أيمن زيدان أن تجربة فقدان المقربين بها مشاعر متناقضة، مثل الشعور بأنه لا توجد قيمة في الحياة وأن الشهرة والثروة وغيرها من التفاصيل المادية ليس لها معنى.

وقال أيمن زيدان أنه عاش مفارقة صعبة في وقت تصوير مسلسله الكوميدي "مدير عام"، حيث كان يصور أحداث المسلسل الكوميدي بالتزامن مع تواجد ابنه في المستشفى للعلاج من السرطان، وكان يتواجد مع ابنه لمدة ساعتين يومياً في المستشفى ويذهب بعدها إلى موقع التصوير لتقديم المشاهد الكوميدية، وفي هذه المفارقة عرف معنى الفن وقيمته، واكتشف نبل قيمة الفنان، الذي يتجاوز إخفاقاته الحياتية وجراحه الشخصية ويظهر ليفرح الآخر ويسعده، وهذه هي القيمة النبيلة لمهنة الفن، وتمنى أن يتحلى بهذه الصفة والقوة طوال عمره.

بعد فقدانه نجله وشقيقه قال زيدان أنه بدأ يشعر بأمريْن متناقضيْن، الأول قوة الإيمان والثاني بأنّ الحياة عبثية. ولقد عبّرت أصالة في آخر اللقاء عن مدى إعجابها بكلام أيمن زيدان حتى وصفته بأنه life coach.

وتحدث أيمن زيدان عن علاقته بأبنائه، وقال إن فكرة العائلة لديه قوية ومترابطة، ويحرص على تعليم أبنائه أهمية الشغف في الحياة، وضرورة تحقيق الأحلام والدفاع عنها من خلال مواجهة التحديات والصعاب، مشيراً أن الحلم ليس له قيمة في حال عدم الدفاع عنه، ودخل أيمن زيدان في نقاش طريف مع الإعلامي عمرو أديب، حيث أخبره الأخير بأمنيته بوجود اختراع يسمح بالعودة بالزمن من أجل الاستمتاع بالحياة أكثر، واعترض أيمن زيدان على الفكرة، وقال إنه لا يهتم بالتقدم في العمر، وضرب له مثلاً باستمرار المخرج كلينت إيستوود في العمل حتى الآن وهو في التسعين من عمره.

وتحدث أيمن زيدان عن العديد من المحطات الهامة في مسيرته الفنية، ومنها مسلسل "باب الحارة"، أما عن عن سبب فقدان بريق المسلسل في الأجزاء الأخيرة وانهياره، فقال زيدان أنه يرى أن السبب الحقيقي وراء فقدان بريق مسلسل "باب الحارة" يرجع إلى ثقافة استنزاف النجاح من الأجزاء العديدة من الأعمال الناجحة، حيث أن هذه الثقافة تعتمد على استهلاك النجاح واستنزافه وليس البناء عليه مما يتسبب في النهاية في فقدان العمل بريقه وجوهره.

وكشف أيمن زيدان أن غياب الصدق والشغف كان من أسباب عدم نجاح الأجزاء الأخيرة من مسلسل "باب الحارة"، ورأى أن هذه عوامل هامة في نجاح الأعمال الفنية، وهو ما ظهر في الأجزاء الأولى من العمل والتي كانت مليئة بالشغف والصدق والدهشة.