تناولت اختصاصية التغذية الشاملة والمتخصصة في الصحة العامة، مونيك حلو، خلال حلقة اليوم من برنامجها “عيشها صح” عبر إذاعة أغاني أغاني (87.9 FM)، موضوع اضطراب فرط الحركة وتشتّت الانتباه ADHD ، أسبابه وحلوله… هل هو فعلاً مرض مزمن يحتاج إلى دواء مدى الحياة؟ هل هو خلل في كيمياء الدماغ؟ أم أنه ربما صرخة من الجسد يعبّر فيها عن نقص معين؟
في هذا الإطار، كشفت دراسة كبيرة تُعرف باسم MTA Study، تابعت مئات الأطفال المصابين بـ ADHD لمدة ثلاث سنوات، أن الفرق بين من تناولوا الدواء ومن لم يتناولوه، اختفى بعد السنة والنصف الأولى. هذا يشير إلى أن فعالية الدواء في البداية قد تكون سريعة، لكنّها ليست بالضرورة طويلة الأمد أو مستدامة.
وخلال سياق الحلقة، أكدّت مونيك على أنّ فرط الحركة ليس عيبًا في الدماغ، بل هو نتيجة تفاعل بين الجينات والبيئة ونمط الحياة. فمن الممكن أن يكون دماغ الطفل المصاب بـ ADHD يعمل بطريقة مختلفة ويحتاج إلى نوع دعم مختلف. وقد يعاني هؤلاء الأطفال من نقص في الحديد أو المغنيسيوم، أو قد يستهلكون كميات مفرطة من السكريات والمضافات الغذائية والألوان الصناعية التي تؤثر سلبًا على دماغهم. كذلك، قد يكون جهازهم الهضمي في حالة اضطراب، ما ينعكس على الدماغ الذي يدفع الثمن.
كما شدّدت مونيك خلال الحلقة على أهمية تحسين النظام الغذائي، لذلك ينبغي زيادة كمية البروتينات في الطعام، لأنها تساهم في إنتاج الدوبامين. كما أنّها أوضحت أنّ الفيتامينات B6 تلعب دورًا في تحويل “التيروسين” الموجود في البروتين إلى دوبامين. كذلك، يُعد المغنيسيوم والزنك من العناصر المهمة في تنظيم الاندفاع والانتباه، ويساعدان الجسم في إنتاج الدوبامين بشكل طبيعي.
واستكملت بالقول، يمكننا إجراء فحص دم، أو فحص يُعرف باسم Organic Acid Test، الذي يساعدنا على معرفة ما إذا كان لدينا نقص حاد في المغذيات التي ذُكرت سابقًا. كما يُظهر هذا الفحص ما إذا كان هناك نقص في الدوبامين، السيروتونين، الأسيتيل كولين، والنورإبينفرين.
أيضًا أكدّت على أنّه من الضروري أن يتناول الأطفال مكمّلات زيت السمك، إذ أظهرت الدراسات أن الأطفال والبالغين الذين يتناولون هذه المكمّلات يشعرون بتحسّن واضح في التركيز والانتباه. كما يُنصح بالابتعاد عن السكر المضاف، المشروبات الغازية، المعجّنات المصنّعة، والألوان الصناعية، لأنها جميعها تضع الجسم في حالة التهابية وتُربك وظائف الدماغ.
وعددت مونيك ثلاث خطوات أساسية التي يُمكننا أن نحارب تشتّت التركيز من خلالها وأشارت إلى أنّ الخطوة الأولى تكمن من خلال فحص الميكروبيوم لمعرفة ما إذا كانت بكتيريا الأمعاء نافعة ومتوازنة أم لا وإجراء تحليل البراز للتأكد من عدم وجود بكتيريا ضارّة، ومعرفة ما إذا كان هناك نقص في البكتيريا المفيدة.
أمّا الخطوة الثانية فهي من خلال تطبيق نظام الإقصاء الغذائي (Elimination Diet)، أي التوقف عن تناول الغلوتين، الحليب، السكر، والألوان الصناعية لفترة محددة، ومراقبة التغييرات التي قد تطرأ على الجسم والسلوك .وكشفت مونيك عن الخطوة الثالثة وهي من خلال دعم الجهاز الهضمي بمكمّلات مثل البروبيوتيك، الزنك، وأوميغا 3.
ونوّهت مونيك بأنّه قد لا نكون بحاجة إلى دواء، بل إلى طبق عدس، قبضة من الكينوا، أو القليل من المخلّل الطبيعي، لأن هذه الأطعمة تُعيد التوازن لبكتيريا الأمعاء التي تؤثر بشكل غير مباشر على دماغنا…وصفة بسيطة… ولكن فعّالة.
وتطرّقت مونيك في حديثها إلى المكمّلات التي ثبتت فعاليتها وهي أوميغا-3 التي تساعد على تحسين الذاكرة والانتباه، وتُخفّف من فرط النشاط، المغنيسيوم مع B6يُشكّل هذا المزيج دعمًا فعّالًا لتهدئة الجهاز العصبي وتنظيم النوم. وكشفت أنّ الزنك عنصر أساسي لإنتاج الدوبامين، وقد ثبت أن العديد من الأطفال المصابين بـ ADHD يعانون من نقص في مستوياته، الحديد، وخاصة الفيريتين له دور كبير في دعم التركيز والنشاط، وأي نقص فيه قد يُضعف فعالية العلاج ومستخلص لحاء الصنوبر أثبت فعاليته في تحسين التركيز والانتباه لدى الأطفال والبالغين.
لذلك، أوضحت مونيك أنّه علينا ألا نبقى محصورين بين خيارين فقط: إما الدواء مدى الحياة، أو ترك الطفل يضيع وسط التشتت، بل يمكننا أن نسلك طريقًا ثالثًا، يجمع بين العلم، التحليل، التغذية، والحلول الطبيعية، ويُعيد الثقة بقدرة أجسامنا على الشفاء والدعم الذاتي.
بالإضافة إلى ما ذُكر سابقًا، شدّدت مونيك أنّه من المهم أن نبدأ يومنا بوجبة تحتوي على البروتين بدلًا من النشويات فقط، لأن البروتين يساهم في تحفيز إفراز الدوبامين منذ الصباح. ونصحت أيضًا بالتعرّض لأشعة الشمس وممارسة الحركة أو النشاط البدني، لأن الشمس لا تزوّدنا بفيتامين “د” فحسب، بل تُعد منبّهًا طبيعيًا للدماغ.
وركّزت على أنّه يجب التقليل من استهلاك السكر تدريجيًا، واستبدال العصائر والحلويات بالفاكهة الطازجة أو بضع حبّات من التمر مع قبضة من المكسرات.
واختتمت مونيك الحلقة قائلةً:”أحيانًا، تغيير بسيط في العادات يمكن أن يفتح بابًا كبيرًا للشفاء والتحسّن”.
يمكنكم نشر مقتطفات من المقال الحاضر، ما حده الاقصى 25% من مجموع المقال، شرط: ذكر اسم المؤلف والناشر ووضع رابط Aghani Aghani (URL) الإلكتروني الذي يحيل الى مكان مصدر المقال، تحت طائلة تطبيق احكام قانون حماية الملكية الفكرية.









