مع انطلاق فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة، صدر تحذير قوي من جمعية القلب الأميركية حول خطورة الحرارة الشديدة، خاصةً بالنسبة لأولئك الذين يعانون من أمراض القلب. تشير التقارير إلى أن هذا التحذير يأتي في وقت تشهد فيه درجات الحرارة ارتفاعاً قياسياً في الولايات المتحدة وعدد من مناطق العالم.

وبالتطرّق إلى ضحايا الحرارة الشديدة، وفقاً للمراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، يموت أكثر من 1200 شخص في الولايات المتحدة سنوياً بسبب الحرارة الشديدة، وهذا العدد آخذ في الارتفاع بشكل كبير، كما هي الحال مع عدد الأشخاص الذين يموتون بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية، المرتبطة بالحرارة.

بالرجوع إلى الدراسة التي نُشرت مؤخراً في دورية «Circulation» التابعة لجمعية القلب الأميركية، فأن الوفيات الناجمة عن أمراض القلب والأوعية الدموية، المرتبطة بالحرارة الشديدة قد تتضاعف خلال العقدين المقبلين.

في هذا السياق، أوضح الباحثون أن الحرارة والجفاف يجعلان القلب يعمل بجهد أكبر، مما يضعه تحت ضغط كبير. بالغضافة إلى ذلك، توصلت نتائج الأبحاث الأولية، التي قُدمت في جلسات علمية عقدتها جمعية القلب الأميركية مؤخراً، إلى أن التعرض حتّى لو لفترة وجيزة للحرارة العالية قد يزيد الالتهاب، ويتداخل مع وظائف الجهاز المناعي الطبيعية بالجسم، مما قد يؤدي بدوره لزيادة التعرض للإصابة بالالتهابات، وتسريع تطور أمراض القلب والأوعية الدموية. وقد يؤدي الجمع بين الحرارة المرتفعة والتلوث الخانق للجسيمات الدقيقة إلى مضاعفة خطر الوفاة بسبب النوبات القلبية.

في إطار الدراسة، عرضت جمعية القلب نصائح للوقاية من الأمراض المرتبطة بحرارة الطقس الشديدة، وأبرزها عدم الخروج في فترات الظهيرة، حين تكون أشعة الشمس أكثر حِدة، خصوصاً لكبار السن والأطفال وأصحاب الأمراض المزمنة، بالإضافة إلى ارتداء ملابس خفيفة ومصنوعة من القطن، وارتداء قبعة ونظارات شمسية، وضرورة شرب كميات كافية من الماء قبل وأثناء وبعد الخروج، وتجنب المشروبات التي تحتوي على الكافيين أو الكحول، مع تجنب النشاط البدني في الأجواء الحارّة.

ومن بين العوارض التي تشير إلى التعرّض لإجهاد الحراري، الصداع والبشرة الباردة والرطبة، والنبض السريع والضعيف، والدوخة وخفة الرأس، وضعف أو تشنجات العضلات، والغثيان والقيء، وفقدان الوعي. كما نصحت الجمعية مَن يواجه هذه الأعراض بضرورة البحث عن مكان بارد، وترك النشاط البدني فوراً، والحرص على إعادة ترطيب الجسم، مع ضرورة الحصول على الرعاية الطبية إذا استمرت هذه الأعراض.