هل ترتبط دهون الخصر بآلام؟
أظهرت دراسة جديدة أجراها باحثون من جامعة غرب أستراليا أن الدهون الزائدة حول الخصر قد تكون أكثر من مجرد مشكلة جمالية، حيث ترتبط بشكل ملحوظ بالألم المزمن في أجزاء متعددة من الجسم. وقد أجروا هذه الدراسة على مجموعة كبيرة من الأشخاص، وشملت أكثر من 32 ألف مشارك، يتوزعون بشكل متساوٍ تقريباً بين الرجال والنساء بمتوسط عمر يبلغ 55 عامًا.
والجدير ذكره أن إحدى الخطوات الأساسية في الدراسة كانت استخدام التصوير بالرنين المغناطيسي لفحص كمية الدهون حول البطن، وكذلك الدهون المحيطة بالأعضاء الحيوية مثل الكبد والبنكرياس، والمعروفة باسم الأنسجة الدهنية الحشوية. بالإضافة إلى ذلك، تم تقييم كمية الدهون تحت الجلد، والتي تُعرف بالأنسجة الدهنية تحت الجلد. وقد سُئل المشاركون أيضاً عن تجاربهم في التعرض للألم المزمن في مناطق مختلفة مثل الرقبة، والكتف، والظهر، والورك، والركبة، أو في جميع أنحاء الجسم، وذلك لمدة تزيد عن ثلاثة أشهر.
أمّا النتائج التي توصلت إليها الدراسة تشير إلى وجود علاقة قوية بين زيادة الدهون في منطقة الخصر والألم المزمن في مناطق مختلفة من الجسم. وتبين من البيانات أن النساء يعانين من هذه المشكلة بشكل أكبر من الرجال. هذا قد يُعزى إلى اختلافات في توزيع الدهون بين الجنسين والاختلافات في الهرمونات، حيث تلعب الهرمونات دوراً مهماً في كيفية توزيع الدهون في الجسم.
وأحد التفسيرات التي قدمها فريق البحث هو أن تراكم الدهون قد يؤدي إلى زيادة الالتهاب في الجسم، وهو ما قد يكون السبب وراء الألم المزمن. الالتهاب المزمن هو حالة ترتبط بعدد من الأمراض والحالات الصحية التي يمكن أن تؤدي إلى الألم وعدم الراحة.
وفي ضوء هذه النتائج، يوصي الباحثون بضرورة العمل على فقدان الوزن وتقليل محيط الخصر كوسيلة محتملة لتخفيف الألم المزمن. فقدان الوزن يمكن أن يساعد في تقليل كمية الدهون الحشوية، مما قد يؤدي إلى تقليل الالتهاب وتحسين الشعور العام بالراحة.
كما تشير الدراسة إلى أهمية اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن وممارسة النشاط البدني بانتظام كوسائل فعالة للحد من الدهون الحشوية وتحسين الصحة العامة. وقد يكون هذا البحث خطوة هامة نحو فهم العلاقة بين الدهون والألم المزمن وتقديم استراتيجيات أفضل لإدارة هذه الحالة وتحسين نوعية الحياة للأفراد المتضررين.
يمكنكم نشر مقتطفات من المقال الحاضر، ما حده الاقصى 25% من مجموع المقال، شرط: ذكر اسم المؤلف والناشر ووضع رابط Aghani Aghani (URL) الإلكتروني الذي يحيل الى مكان مصدر المقال، تحت طائلة تطبيق احكام قانون حماية الملكية الفكرية