اختبار دم بالذكاء الاصطناعي AI يتنبّأ بمخاطر 18 مرضاً

10:04
19-08-2024
اختبار دم بالذكاء الاصطناعي AI يتنبّأ بمخاطر 18 مرضاً

طوّر باحثون أميركيون اختبار دم جديداً يعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي (AI) لتحليل أكثر من 200 بروتين في الجسم، بهدف تقييم التقدم البيولوجي في العمر. وأوضح الباحثون في كلية الطب في جامعة هارفارد أن هذا الاختبار يمكنه التنبؤ بخطر الإصابة بـ18 مرضاً مرتبطاً بالشيخوخة، بالإضافة إلى خطر الوفاة المبكرة. وقد نُشرت نتائج الدراسة الجمعة في دورية "Nature Medicine".

في التفاصيل، يُعنى التقدم البيولوجي في العمر بالتغيرات الفسيولوجية التي تحدث في الجسم بمرور الوقت، والتي قد لا تتطابق دائماً مع العمر الزمني للشخص. تؤدي هذه التغيرات إلى تدهور وظائف الخلايا والأنسجة، مما يزيد من احتمالية الإصابة بالأمراض المرتبطة بالشيخوخة مثل أمراض القلب، السكري، والسرطان. يساعد فهم التقدم البيولوجي في العمر على التنبؤ بهذه الأمراض واتخاذ تدابير وقائية للحفاظ على الصحة.

ووفقاً للباحثين، فإن الدراسة الجديدة تؤكد على دور البروتينات في الجسم كأداة دقيقة لقياس العمر البيولوجي، من خلال تحليل كيفية عمل الخلايا بدلاً من الاعتماد فقط على العمر الزمني. كما قدمت النتائج رؤى جديدة حول المسارات البيولوجية التي تؤدي إلى تطور الأمراض المرتبطة بالشيخوخة. كما فتحت الدراسة مجالاً لفهم أعمق لتفاعل الجينات والبيئة في عملية الشيخوخة، مما قد يساعد الباحثين في تطوير علاجات للأمراض المرتبطة بالعمر وتقييم فاعليتها.

كذلك، ركز الباحثون على سؤال محدد: هل يمكن تطوير "ساعة بيولوجية" تعتمد على البروتينات للتنبؤ بخطر الإصابة بالأمراض الشائعة المرتبطة بالشيخوخة؟

ومن خلال استخدام تقنيات التعلم الآلي، تمكنوا من تطوير نموذج يعتمد على المعلومات البروتينية في الدم لتقدير العمر البيولوجي لأكثر من 45 ألف شخص تتراوح أعمارهم بين 40 و70 عاماً من بنك البيانات الحيوية في بريطانيا.

واختُبر النموذج أيضاً في مجموعتين من المشاركين من الصين وفنلندا، وأظهرت النتائج دقة مماثلة في تقدير العمر البيولوجي بين هؤلاء المشاركين. ووجد الباحثون أن هناك 204 بروتينات يمكنها التنبؤ بالعمر الزمني بدقة، مع تحديد مجموعة من 20 بروتيناً مرتبطاً بالشيخوخة التي تمثل 91% من دقة التنبؤ.

كما أظهرت الدراسة أيضاً أن العمر البيولوجي المرتبط بالبروتينات كان مرتبطاً بتطور 18 مرضاً مزمناً، مثل أمراض القلب، الكبد، الكلى، الرئة، السكري، ألزهايمر، والسرطان، بالإضافة إلى خطر الوفاة وجميع أسبابها. وقد قدمت الدراسة دليلاً على أن التقدم البيولوجي المرتبط بالبروتينات يمثل علامة بيولوجية مشتركة لعدد من الأمراض المزمنة، مع إمكانية تعميم النتائج على مختلف الفئات السكانية ذات الخلفيات الجينية والجغرافية المتنوعة. ورغم أن الاختبار يقتصر حالياً على البحث العلمي في المختبرات، يعمل الفريق على تطويره ليصبح متاحاً للاستخدام في العيادات الطبية.