احذر: 3600 مادة كيميائية في تغليف الطعام تصل إلى جسمك!

14:46
18-09-2024
احذر: 3600 مادة كيميائية في تغليف الطعام تصل إلى جسمك!

أظهرت دراسة نُشرت أمس الثلاثاء أن أكثر من 3600 مادة كيميائية تُستخدم في تغليف وتحضير الطعام قد وُجدت في أجسام البشر، حيث يُعتبر بعضها خطرًا على الصحة، بينما لا يُعرف القليل عن البعض الآخر.

من جهتها، قالت بيرغيت جيوكي، مؤلفة الدراسة من مؤسسة منتدى تغليف الأغذية، إن حوالي مائة من هذه المواد تُعتبر "مثيرة للقلق الشديد" على صحة الإنسان. وقد عُثر على بعض هذه المواد، مثل "بي إف إيه إس" و"بيسفينول أ"، في أجسام البشر، وهما مادتان مستهدفتان للحظر. وأشارت جيوكي إلى ضرورة إجراء مزيد من الدراسات لفهم تأثيرات هذه المواد الكيميائية وكيفية ابتلاعها مع الطعام.

والجدير ذكره أنّ الباحثون قاموا بفهرسة نحو 14 ألف مادة كيميائية قد تلامس الطعام، ويمكن أن تنتقل من عبوات مصنوعة من البلاستيك أو الورق أو الزجاج. ووجدوا 3601 مادة كيميائية سائلة مشتقة من البكتيريا، مما فاق توقعاتهم.

ورغم ذلك، أكدت جيوكي أن الدراسة لا تثبت بالضرورة أن جميع هذه المواد جاءت من عبوات الطعام، حيث قد تكون هناك مصادر تعرض أخرى. ومن بين المواد المثيرة للقلق، تم اكتشاف "البيسفينول أ"، وهي مادة تعطل الهرمونات، وكذلك الفثالات المرتبطة بالعقم.

كذلك، حذرت جيوكي من أن هذه المواد الكيميائية يمكن أن تتفاعل مع بعضها، مشيرةً إلى عينة تحتوي على ما يصل إلى 30 نوعًا مختلفًا من السموم. أوصت الناس بتقليل وقت اتصالهم بالعبوات وتجنب تسخين الطعام داخلها.

من جانبه، أشاد ديون ميللور، خبير في الطب القائم على الأدلة بجامعة أستون، بالعمل الشامل للدراسة، لكنه أشار إلى أنها لا تغطي كافة مصادر التعرض للمواد الكيميائية في البيئة. ودعا ميللور الناس للمطالبة بمزيد من البيانات وتقليل التعرض غير الضروري لهذه المواد.

نفيد بالذكر أنّه يمكن تقليل المخاطر الصحية المرتبطة بالمواد الكيميائية المستخدمة في تغليف وتحضير الطعام من خلال اعتماد بدائل آمنة ومستدامة. يشمل ذلك استخدام التغليف القابل للتحلل، مثل الورق المعاد تدويره أو الألياف الطبيعية، بدلاً من البلاستيك. كما يُفضل استبدال العبوات البلاستيكية بالزجاج، الذي يعتبر أكثر أمانًا ولا يحتوي على مواد كيميائية ضارة. يمكن استخدام مواد طبيعية مثل الشمع أو الزيوت كطلاءات بديلة، وتشجيع استخدام الحاويات القابلة لإعادة الاستخدام بدلاً من العبوات ذات الاستخدام الواحد.

بالإضافة إلى ذلك، يُفضل اختيار المنتجات الغذائية العضوية أو الخالية من المواد المضافة، مما يقلل من التعرض للمواد الكيميائية. يُعد تعزيز الوعي لدى المستهلكين بشأن مخاطر المواد الكيميائية وتوجيههم لاختيار المنتجات الآمنة خطوة مهمة، إلى جانب تشجيع الشركات على اعتماد ممارسات إنتاج مستدامة وزيادة الشفافية بشأن المكونات المستخدمة.

ختامًا، تبرز هذه الدراسة أهمية التركيز على المواد الكيميائية المستخدمة في تغليف الطعام وتأثيرها المحتمل على صحة الإنسان. في ظل الأعداد الكبيرة من المواد الكيميائية المكتشفة في أجسام البشر، يتطلب الأمر اتخاذ خطوات جادة لتقليل التعرض لهذه المواد، سواء من خلال تحسين التنظيمات أو رفع الوعي العام. من الضروري أيضًا أن تُجرى دراسات إضافية لفهم آثار هذه المواد على الصحة العامة وتحديد المصادر المختلفة للتعرض.